الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » لا تسألوا عن روحي البدنا

عدد الابيات : 27

طباعة

لا تسألوا عنْ روحي البدنا

إنْ كانَ منْ قتلِ الهوى فأنـا

ما حالُ منْ سلبَ الهوى دمَهُ

وفؤادَهُ، والصبرَ، والوسَنا؟

صدّوا، فما تركوا لهُ سكناً

ونأوا، فما تركوا لهُ وطَنا

كتمَ الهوى زمناً فباحَ، وما

أجْداهُ كتمانُ الهوى زمنا

جارَتْ عليهِ لِحاظُهمْ، فكَشى

سكراً، وزادتْ، فاشتكى علنا

قدْ كانَ يعشقُ ساكني دِمَـنٍ

واليومَ أصبحَ يعشقُ الدِّمنا

يهوى المساكنَ عندَ وحدتِهِ

منْ كانَ يهوى بينَها سكنا

وبمهجتي حَسْناءُ ما تركتْ

في العينِ شيئاً بعدَها حسنا

ألحاظُها للحبِّ قد عقدتْ

سوقاً، فكانتْ روحيَ الثمنا

تركتْ فؤادي طائراً غرّداً

لمّا ثنَتْ منْ قدِّها غصنا

يا حسنَ ليلٍ قدْ خلوتُ بها

فيهِ، سوانا لمْ يكنْ معنا

والروضُ قدْ فاحتْ أزاهِرُهُ

تحنو علينا منْ هنا وهنا

كلمتُها هَمْساً، فما نطقتْ

إلّا بلحظٍ إنْ رنا فتنا

أوحى إلى قلبي معانيَها

لكنَّها لمْ تدخلِ الأُذُنا

حتى انثنتْ، والسُكرُ يعطفُها

كالريحِ هزَّ نسيمُها فننا

كشفَ المُدامُ عنِ الهوى فبدَا

وأنارَ خافي الحبِّ فاعتلنا

وسطا على أسرارِها، فحكَتْ

وأزالَ خَجْلةَ طرفِها فرنا

قالتْ: أموتُ على هواكَ، فلا

تجمعْ عليَّ الحبَّ والشجنا

يا بَرْدَ ما قالتْ على كبِدي

لوْ كانَ يُخلصُ في الغرامِ هنا

غَرّي الرقيبَ بنا، وأيُّ هوى

يصفو وقدْ غَرَّى الرقيبُ لنا؟

وافى، فكَدَّرَ صفوَ ليلتِنا

وسعى، فكَدَّرَ بعدَها غَدَنا

ووشى، فأبعدَ قربَنا حَسَداً

وبغى، فهدّمَ بينَنا وبنى

غلبَ الغرامُ على وشايتِهِ

فينا، فأبعدَهُ وقرّبَنا

واعدتُ طرفي في محاسنِها

فلُقِّبتْ ثمَّ جنايةٌ وجنى

ورنتْ إليّ لحاظُها، فأنـا

منْهنَّ بينَ منيّةٍ ومُنى

ورجعتُ أذكرُ طيبَ موقفِنا

ولوْ أنَّ في ذكرى الهناءِ عنا

وحلفتُ أنّي لا أفارقُها

حتى تفارقَ روحي البدنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

36

قصيدة

12

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة