الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » إذا لاح لي في الليل إيماض بارقِ

عدد الابيات : 21

طباعة

إذا لاحَ لي في الليلِ إيماضُ بارقِ

تذكّرتُ ما بينَ العذيبِ وبارقِ

وأذكرُ منْ ميلِ الحبيبِ، وأدمعي

مجرى عوالينا ومجرى السوابقِ

هوَ الحبُّ حتى ما تلوحُ ابتسامةٌ

منَ البرقِ إلا أسلبتْ عينَ عاشقِ

سقى اللهُ أطلالاً عهدْنا ربوعَها

مغاني تلاقٍ منْ مشوقٍ وشائقِ

فكمْ رتعتْ فيهنَّ مقلةُ رامقٍ

وكمْ سعدتْ فيهنَّ مهجةُ وامقِ

وكمْ لي في أثنائِهنَّ مواقفٌ

بكلِّ خليلٍ في الصفاءِ موافقِ

صحبتُ ليالي اللهو في زمنِ الصّبا

إلى أنْ تبدّى فجرُها في المفارقِ

وكنتُ تركتُ الشعرَ لا عنْ ملالةٍ

ولكنْ لأسبابٍ عدتْ، وعوائقِ

تقضّتْ أحاديثُ الكرامِ، وأظلَمتْ

شموسُ الندى في غربِها والمشارقِ

تساوى بنو الدنيا لدى ابنِ ملوكِها

كما تستوي الأكامُ تحتَ الشواهقِ

ملوكٌ بهم شمنا البلادَ حدائقاً

وبابنِ الثويني زهرُ تلكَ الحدائقِ

هوَ الزهرُ، لا يُسقى ندى الزهرِ في الفلا

ولكنَّهُ يُسقى الندى للخلائقِ

وغيثُ الوغى، لكنْ بوارقُ رعدِهِ

يُريقُ المواضي لا وميضَ البوارقِ

سكوبٌ على الهيجاءِ بمطرِها دماً

ولا صحبَ إلا خفقَ تلكَ البيارقِ

وقطرُ ندىً تَنهلُّ بالخُودِ كفُّهُ

ولا برقَ إلا وعدَ أروعَ صادقِ

هوَ القمرُ المسعودُ في كلِّ مطلعٍ

هوَ الحمدُ المحمودُ منْ كلِّ ناطقِ

فتىً همُّهُ في الناسِ تأمينُ خائفٍ

ونصرةُ ملهوفٍ، وإرضاءُ طارقِ

فدتكَ ملوكٌ لمْ يروا طرقَ الندى

وقدْ سرتَ منْ عليائها في طرائقِ

مدحتُكَ إذْ أضحى بكَ النظمُ لائقاً

وكانَ لقومٍ مدحُهمْ غيرُ لائقِ

وكنتُ أرى تلكَ المدائحَ سرقةً

فصيّرتُ صدقي فيكَ توبةَ سارقِ

ومنْ عجبٍ أني أتوبُ لما مضى

وأطلبُ أجرَ الصالحاتِ اللواحقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

36

قصيدة

12

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة