الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » قل للغريبة عن أهل وعن بلد

عدد الابيات : 19

طباعة

قُلْ للغريبةِ عنْ أهلٍ وعنْ بلدِ

وعنْ صديقٍ، وعنْ قلبٍ، وعنْ كبدِ

وعنْ حبيبٍ، وعنْ دارٍ، وعنْ وطنٍ

وعنْ سرورٍ، وعنْ صبرٍ، وعنْ جلدِ

هلْ تذكرينَ ليالينا التي سلفتْ

وليلةً لستُ أنساها إلى الأبدِ

سرقتْ فيها منَ الواشين خلوتَنا

ونلتُها منكِ عنْ وعدٍ يداً بيدِ

وبتُّ لا ريبةً نخشى بوادرَها

بها، ولا عذلاً نخشاهُ منْ أحدِ

والليلُ مُرخٍ سدولَ السرِّ، يكتمُنا

عنْ أعينِ الناسِ، منْ واشٍ ومنْ رصدِ

وأنتِ في ثوبِكِ الناقي البياضِ، على

جسمٍ نقيٍّ، بنورِ الحُسنِ متقدِ

والنورُ في معزلٍ عنّا، لهُ لهبٌ

يبدو، ويخفى كفعلِ القلبِ ذي الحسدِ

ووجهُكِ الأبيضُ الباهي يزيدُ سناً

على الظلامِ، كنورِ البدرِ في الجلدِ

أرى عليهِ ضياءَ الحبِّ منبعثاً

يكادُ يفضحُنا في دارةِ البلدِ

أهوى إلى رشفِ ثغرٍ فيهِ منتظمٌ

يهدي ليَ النارَ منْ صينٍ ومنْ بردِ

وأنتِ طوعُ يدي، والوصلُ يجمعُنا

في بردةٍ للتقى فاقتْ على البُردِ

وبيننا غَزلٌ رقّتْ مواردهُ

كأنّهُ نغماتُ الطائرِ الغرِدِ

شكوى تقطّعُها ما بيننا قُبَلٌ

ولو أردنا سوى هذين لمْ نجدِ

يهوى الفؤادُ على آثارها طلباً

حتى يُناديه صوتٌ: قِفْ، ولا تَزِدِ

صوتٌ هو الطهرُ، في لفظِ العفافِ بدا

والطهرُ خيرُ صفاتِ النفسِ والجسدِ

حتى رجعتُ بجسمٍ عنكِ مبتعدٍ

يشتاقُ عندكِ قلباً غيرَ مبتعدِ

يا منهلًا قدْ تمتّعنا بكوثرهِ

حيناً، روينا بهِ، لو دامَ ريُّ صدي

ما كنتُ أرضى وصالاً منكِ عن كثبٍ

فصرتُ أرضى خيالاً منكِ عنْ بُعدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

36

قصيدة

12

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة