الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » لا تعذلن الدهر في أحكامه

عدد الابيات : 20

طباعة

لا تعذلنَّ الدهرَ في أحكامِهِ

واقصرْ عناكَ فلستَ منْ حكّامِهِ

لو كانَ ينفعُ في الزمانِ ملامُهُ

لم تلقَ خلقاً قطَّ منْ لوّامِهِ

منْ راضَ صرفَ الدهرِ أبصرَ طرفَهُ

في صحوِهِ ما لا يرى بمنامِهِ

يقضي فيظلمُ جابراً في حكمِهِ

والكلُّ مغلوبٌ على أحكامِهِ

بِتنا نعلّلُ بالوصالِ نفوسَنا

منْ باخلٍ لمْ نرجِ ردَّ سلامِهِ

ويغرّنا الأملُ الغرورُ بملتقى

مَنْ لا يراهُ الطرفُ في أحلامِهِ

ما أزهدَ الإنسانَ في ساعاتِهِ

وأشدَّ صبوتَهُ إلى أعوامِهِ

يلهو عنِ اليومِ الذي هوَ حاضرٌ

فكأنَّ ذلكَ ليسَ منْ أيامِهِ

وتراهُ يطمعُ في البعيدِ كأنَّهُ

قدْ نالَ في كفّيهِ فضلَ زمامِهِ

هيهاتَ ليسَ العمرُ إلا ساعةٌ

حضرتْ، وعندَ اللهِ علمُ تمامِهِ

ما ليَ والآمالِ أرقبُ غيمَها

والعينُ لم تظفرْ بغيرِ جهامِهِ

مَنْ ليسَ يغتنمِ الرذاذَ لشرْبِهِ

ولّى ولمْ يُطفِئْ غليلَ أوامِهِ

يا منْ قنعتَ بكتبِهِ متعلّلاً

كتعلّلِ الساري بنجمِ ظلامِهِ

يشتاقُ طرفي منكَ بدراً طالعاً

والبعدُ بينَ غرامِهِ ومرامِهِ

حالَ النوى دونَ العيانِ ولمْ تحلْ

في الصبِّ بينَ فؤادِهِ وهيامِهِ

دَنِفٌ يرنّحُهُ هواكَ صبابةً

فكأنَّهُ ثملٌ بسكرِ مدامِهِ

يشكو البعادَ إلى الزمانِ ولمْ أجدْ

متظلّماً يشكو إلى ظلامِهِ

إنَّ السقيمَ إذا تعذّرَ بُروءُهُ

يَجْلى لما قدْ كانَ أصلَ سقامِهِ

يا نُحاً عيني برؤيةِ خطّهِ

ما فاتَ أذني منْ سماعِ كلامِهِ

إنْ كانَ قدْ عزَّ اللقاءُ بأسرِهِ

فابعثْ بخطِّكَ، فهوَ منْ أقسامِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

36

قصيدة

12

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

أضف شرح او معلومة