عدد الابيات : 20
هَذَا مَدِيحٌ لِبوبكي فِي سَلْقِينَنـا
تَحْكِي المَعَالِي بِفَخْرِهَا الأَسْمَـا
قَوْمٌ تَجَلَّتْ فِيهِمُ الأَيَّـامُ مَـا
شَهِدَتْ لِغَيْرِهِمُ سِوَى الإِكْرَامَـا
مَشْهَدُهُمْ كَالشَّهْبِ فِي إِشْرَاقِـهِ
يَخْطُفُ أَبْصَارَ الدُّجَى بِالتَّهَامَـا
لُبُّ النَّدَى وَالسَّيْفُ يَرْوِي ظَمْأَهُ
بِدِمَاءِ مَنْ يَجْسُدُ فِي الأَقْدَامَـا
سَادُوا بِخُلْقٍ لَا يُضَـاهَى نُورُهُ
وَبِنُبُوغٍ يَحْكِي سَنَى الأَهْرَامَـا
فِي كَفِّهِمْ نَارُ الجَمَالِ وَبَـرْدُهَـا
تَسْطُو عَلَى الأَعْدَاءِ وَالإِظْلامَـا
إِنْ مَشَوْا سوريا المَجْدِ رَفْرَفَتْ
أَعْلامُهُمْ تَحْتَ ظِلِّهِمْ أَعْلامَـا
يَسْقُونَ مَجْداً لَا يُرَى فِي كَأْسِهِ
إِلَّا دِمَاءَ العِزِّ وَالإِسْلامَـا
لُؤْلُؤَةُ الدُّنْيَا الَّتِي مَا فَاقَهَـا
مَـا صَاغَهُ بَشَرٌ وَلَا إِنْسَامَـا
حُسْنٌ يُرَدِّدُ فِي الرَّوَابِي ذِكْرَهَـا
وَيُغَنِّي المَـجْدَ لَهَا أَقْلامَـا
مَاضٍ يُعَـانِقُ حَاضِراً بِسَنَـاهُ
يَبْكِي الزَّمَانُ عَلَى فُتُوَّتِهِ دَمَـا
فِي كُلِّ نَصْرٍ سِفْرُهُمْ مَفْتُوحُـهُ
يَحْكِي انْتِصَاراً لِلضَّحَايَا وَالْيُتْمَـا
وَرِثُوا المَفَاخِرَ عَنْ نُجُومٍ سَاطِعَـاتٍ
تَسْبَحُ فِي فَلَكِ العُلَى إِعْلامَـا
فَكَأَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ مَلْأَكُ سَـرَتْ
تَحْمِي الحَقِيقَةَ بِالسَّنَانِ وَالْكَلامَـا
يَا سَلْقِينَ ارْفَعِي الرُّؤُوسَ فَإِنَّكِ
مَهْدُ العُلَى مَا ضَـاعَ فِيكِ حَرَامَـا
لَا تُقْبَلُ الأَيَّامُ إِلَّا ذِكْرَهَـا
مَا دَامَ فِيكِ نَسِيلُ بوبكيٍ حَمَـا
هَذَا نَظَامِي قَدْ نَثَرْتُ جَوَاهِراً
تَحْكِي المَعَالِي فِي السَّمَاءِ مُنَـامَـا
وَأَتَيْتُ بِالشِّعْرِ الَّذِي يَشْهَدُ لَـهُ
أَنِّي نَظَمْتُ بِهِ السَّمَاءَ نِظَامَـا
فَتَحَدَّى مَنْ شِئْتَ فِي فَصَاحَتِـهِ
هَذَا كِتَابِي قَدْ كَتَبْتُ الخِتَامَـا
وَإِذَا المُعَلَّقَاتُ فَخْرُ الجَاهِلِيـ
ـةِ فَالمَدِيحُ لِبوبكيٍ إِعْلَامَـا
186
قصيدة