الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » صب به ذهبت شجونه

عدد الابيات : 45

طباعة

صَبٌّ بِهِ ذَهَبَتْ شُجُونُهُ

يَكْبِي فَتُسْعِدُهُ جُفُونُهُ

لَوْ لَمْ يُطِعْ أَمْرَ الصِّبَا

فِي الْحُبِّ مَا ثَقُلَتْ دُيُونُهُ

مَا زَالَ بَيْنَ مَلَاعِبِ الـ

ـآرَامِ مُذْكاةً عُيُونُهُ

مُسْتَهْدَفًا لِفُتُونِهِ

جَهْلًا فَحَاقَ بِهِ فُتُونُهُ

وَتَقَاسَمَتْ آرَامُ ذَا

كَ الرَّبْعُ مُهْجَتَهُ وَعَيْنُهُ

فَغَدَا أَسِيرًا فِي الْغَرَا

مِ وَأَسْلَمَتْهُ لَهُ عُيُونُهُ

يَا هَلْ دَرَى ظَبْيُ الْكَنَا

سِ بِبَعْضِ مَا يَلْقَى رَهِينُهُ

وَبِأَنَّ لِي قَلْبًا عَلَى

حُكْمِ الْهَوَى غُلِّقَتْ رُهُونُهُ

يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي الْحَنِيـ

ـنِ وَلَيْسَ يَنْفَعُهُ حَنِينُهُ

لَوْ شَاءَ كِتْمَانَ الصِّبَا

بَةَ أَعْرَبَتْ عَنْهَا شُؤُونُهُ

يَا قَلْبُ صُنْ عَهْدَ الْهَوَى

لَا كَانَ قَلْبٌ لَا يَصُونُهُ

قَسَمًا بِهِ أَنَا لَا أَخُو

نُ ذِمَامَهُ أَنَا لَا أَخُونُهُ

أَرَأَيْتَ قَبْلِيَ مُغْرَمًا

فِي حُبِّهِ حَنِثَتْ يَمِينُهُ

إِنَّ الْمُحِبَّ وَإِنْ نَأَى

فَالْحُبُّ مَذْهَبُهُ وَدِينُهُ

حَيَا الْحَيَا عَهْدَ الصِّبَا

ذَهَبَتْ لَشَاشَتُهُ وَلِينُهُ

أَيَّامَ لَا بُعْدٌ يُرَو

عُهُ وَلَا صَدٌّ يُشِينُهُ

أَيَّامَ يَخْطُرُ فِي الْقَوَا

مِ اللَّدْنِ يَزْهَاهُ جَبِينُهُ

مَا الْبَانُ مِنْهُ إِذَا تَرَنـ

ـنَحَ بِالدَّلَالِ وَمَا غُصُونُهُ

وَلَوَاحِظٌ تَسْبِي الْعُقُو

لَ بِسِحْرِ أَجْفَانٍ تُبِينُهُ

يَا قَاسِيًا فِيمَا مَلَكْـ

ـتَ أَمَا لِقَلْبِكَ مَنْ يَلِينُهُ

لَوْ كَانَ يَشْفَعُ عِنْدَهُ

ذُلُّ الْمُحِبِّ لَهُ وَهُونُهُ

الدَّهْرُ بِالْإِقْبَالِ قَدْ

مَدَّتْ لِوَاصِفِهِ يَمِينُهُ

رَجُلٌ يُزَيِّنُ مَقَامَهُ

رُتَبُ الْفَخَارِ كَمَا تُزِينُهُ

جَاءَتْ حُسَيْنًا رُتْبَةٌ

بِسَنَائِهَا قَرَّتْ عُيُونُهُ

نِعْمَ الْفَتَى مُعَلًّى بِنَا

ءِ الْمَجْدِ ثَابِتَةٌ مَكِينُهُ

الْبَاذِخُ الشَّرَفِ الْأَغَرُّ

الْعِزُّ وَاضِحَةٌ مُبِينُهُ

ذُو الْفِكْرِ يَسْخَرُ بِالشُّهَا

بِ الْمُسْتَضِيءِ وَيَسْتَهِينُهُ

لِلنِّيلِ مِنْهُ مَآثِرٌ

عَنْ فَيْضِهَا يَجْرِي مَعِينُهُ

لَوْلَا رِجَالُ النِّيلِ أَع

وَزَ كُلُّ مُقْتَاتٍ طَحِينُهُ

فَاضَتْ بِهِمْ نَعْمَاءُ وَا

دِي النِّيلِ وَانْبَسَطَتْ غُصُونُهُ

وَلَرُبَّ وَادٍ كَادَ يَس

قُطُ مِنْ مَجَاعَتِهِ جَنِينُهُ

يَتَطَلَّعُونَ إِذَا هَفَتْ

بِيضُ الْغَمَامِ بِهِمْ وَجُونُهُ

ظَمْئَانِينَ وَابْنُ النِّيلِ تَجـ

ـرِي فَوْقَ لُجَّتِهِ سَفِينُهُ

النِّيلُ شِرْيَانُ الْحَيَا

ةِ بِمِصْرَ مَا عَاشَتْ تَصُونُهُ

وَرِجَالُهُ أَرْكَانُهَا

وَإِلَى مَعَارِفِهِمْ رُكُونُهُ

وَحُسَيْنُ بَحْرُهُمْ الَّذِي

تُسْقَى جَدَاوِلُهُمْ فُنُونُهُ

وَهُمُ الْحِيَاضُ لِعِلْمِهِ

مَنُوسِبُهَا تَعْلُو شُؤُونُهُ

مَا زَالَ يَرْقُبُ سَعْيَهُ النـ

ـنِّيلُ السَّعِيدُ وَيَسْتَبِينُهُ

حَتَّى اسْتَبَانَ بِهِ الصَّعِيـ

ـدُ الْخَيْرُ وَانْكَشَفَتْ دُجُونُهُ

فَلَهُ الْأَيَادِي النَّاطِقَا

تُ بِشُكْرِهِ أَبَدًا تُبِينُهُ

وَالنَّاسُ خَوْفُ الْمَحْلِ كُل

كَادَ يَعْرُوهُ جُنُونُهُ

فَهْوَ الْجَدِيرُ بِأَنْ يُنَا

لَ الْمَجْدَ مُنْقَطِعًا قَرِينُهُ

وَبِرُقْبَةِ الْمُتَمَايِزِ الـ

ـغَرَّاءِ مَوْلَاهُ يُزِينُهُ

لَا زَالَ رَبُّ التَّاجِ مَحـ

ـمِيًّا بِوَادِيهِ عَرِينُهُ

وَيَنَالُ غَايَةَ قَصْدِهِ

مِنْ أَهْلِ خِدْمَتِهِ أَمِينُهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة