الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » سرى والضحى غض الشباب ظليل

عدد الابيات : 47

طباعة

سَرَى وَالضُّحَى غَضُّ الشَّبَابِ ظَلِيلُ

نَسِيمٌ بِهِ صَحَّ الغَرَامُ عَلِيلُ

أَرَقُّ حَبَابِ المَاءِ لَحْمَةُ نَسْجِهِ

وَأَسْدَاهُ مِنْ عَرْفِ الرِّيَاضِ بَلِيلُ

فَذَكَّرَنِي عَهْدًا تَصَرَّمَ بِاللِّوَى

وَرَبْعًا لَهُ بِالبَانَتَيْنِ طُلُولُ

مَعْهَدٌ لِي فِيهَا وَإِنْ شَطَّتِ النَّوَى

هَوًى بَيْنَ أَحْنَاءِ الضُّلُوعِ يَجُولُ

سَقَى اللَهُ رَبْعَ البَانِ كُلَّ مُرِنَّةٍ

مِنَ المَزْنِ فِيهَا وَاكِفٌ وَهُطُولُ

وَنَضَّرَ أَيَّامًا لَنَا سَلَفَتْ بِهِ

وَطَرْفُ العَوَادِي دُونَهُنَّ كَلِيلُ

إِذَا العَيْشُ مَعْسُولُ الجَنَى فِي رِحَابِهِ

وَظِلُّ المُنَى فِي سَاحَتَيْهِ ظَلِيلُ

تَسِيرُ الأَمَانِي حَيْثُ سِرْنَا حَوَافِلًا

عَلَيْنَا وَإِنْ نَحْلِلْ فَهُنَّ حُلُولُ

وَنُضْحِي وَنُمْسِي فِي أَفَانِينِ لَذَّةٍ

لَنَا مُصْبِحٌ فِي ظِلِّهَا وَمَقِيلُ

وَتَشْمَلُنَا فِي كُلِّ رَبٍّ وَمَنْزِلٍ

نَزَلْنَاهُ مِنْ عَرْفِ الزَّمَانِ شُمُولُ

نَطِيفُ بِمَكْسَالِ اللِّحَاظِ إِذَا رَنَتْ

رَمَتْ فَأَنَابَ اللَّيْثُ وَهْوَ ذَلِيلُ

ذَلِيلَةُ أَجْفَانٍ عَزِيزَةُ مَعْشَرٍ

لَهَا الأُسْدُ أَهْلٌ وَالأَسِنَّةُ غِيلُ

إِذَا جِئْتَهَا حَيَّيْتُ وَحْيًا فَأَعْرَضَتْ

وَفِي كَبِدَيْنَا لَوْعَةٌ وَغَلِيلُ

وَمَا أَعْرَضَتْ هَجْرًا وَلَكِنْ مَخَافَةً

إِذَا جَدَّ وَجْدٌ أَنْ يَنُمَّ عَذُولُ

فَلَمَّا أَمِنَّا جَانِبَ الحَيِّ أَقْبَلَتْ

تَمِيلُ كَمَا شَاءَ الهَوَى وَأَمِيلُ

أُقَاسِمُهَا شَكْوَى الغَرَامِ وَقَدْ ظَفَتْ

عَلَى خَاطِرَيْنَا لِلْعَفَافِ ذُيُولُ

فَمَا أَنْسَ لَا أَنْسَ الرِّكَابَ تَدَافَعَتْ

بِهِنَّ حُدُوجٌ لِلنَّوَى وَحَمُولُ

وَيَوْمًا تَقَضَّى فِي أَرَائِكِ نِعْمَةً

مِنَ العَيْشِ مُخْضَلُّ الإِهَابِ أَسِيلُ

بِفِتْيَانِ صِدْقٍ كَالنُّجُومِ إِذَا انْتَمَوْا

نَمَوْا صَعَدًا فِي المَجْدِ وَهْوَ أَثِيلُ

ذَوِي شِيَمٍ يَهْفُو النَّسِيمُ بِلُطْفِهَا

فَتَنْفَحُ مِنْهَا شَمْأَلٌ وَقَبُولُ

إِذَا مَا تَجَاذَبْنَا القَرِيضَ شَدَتْ بِهِ

حَمَامٌ لَهَا فَوْقَ الغُصُونِ هَدِيلُ

تَصُوغُ القَوَافِي يَحْسِدُ النَّجْمُ نَظْمَهَا

وَتَحْقِرُ دُرَّ البَحْرِ وَهْوَ جَلِيلُ

إِذَا مَا تَعَلَّى مِنبَرَ القَوْلِ شَاعِرٌ

تُنَصِّتْ سَمَاعَ الدَّهْرِ حِينَ يَقُولُ

فَإِنْ غَضِبَ ارْتَاعَتْ مُلُوكٌ وَزُلْزِلَتْ

عُرُوشٌ وَطَاشَتْ أَنْفُسٌ وَعُقُولُ

وَإِنْ يَرْضَ تُورِقْ دَوْحَةُ المَاءِ نَضْرَةً

فَلَا يَعْتَرِيهَا بِالذُّحُولِ ذُبُولُ

وَكَائِنْ رَأَيْنَا بَيْتَ شِعْرٍ بِوَقْعِهِ

يَعِزُّ قَبِيلٌ أَوْ يُذَلُّ قَبِيلُ

فَهَلْ لِحَيَاةِ الشِّعْرِ فِي مِصْرَ رَاجِعٌ

يُدِيلُ لَهُ أَيَّامَهُ فَتَدُولُ

وَهَلْ فِي المُلُوكِ الصِّيدِ ذُو نَظَرَةٍ لَهُ

تَسَامَى بِهَا أَعْلَامُهُ وَتَطُولُ

نَعَمْ رَفَعَ العَبَّاسُ حَافِظُ عَهْدَهُ

مَقَامًا عَلَى أُمِّ النُّجُومِ يَطُولُ

وَهَلْ فِي بَنِي العَلْيَاءِ مِثْلُ مُحَمَّدٍ

إِذَا حَازَ رِضْوَانَ العَزِيزِ نَبِيلُ

فَتًى سَوَّدَتْهُ نَزْعَةٌ عَرَبِيَّةٌ

لَهَا فِي المَعَالِي رِحْلَةٌ وَقُبُولُ

وَنَفْسٌ إِذَا حَنَّتْ إِلَى المَجْدِ لَمْ تَبِتْ

عَلَى دَعَةٍ حَتَّى يَبِينَ سَبِيلُ

عَرَفْنَاهُ فِي الهَيْجَاءِ بِالسَّيْفِ ضَارِبًا

وَفِي السِّلْمِ فَيَّاضُ اليَرَاعِ يَسِيلُ

يَرَاعَتُهُ سِحْرُ البَيَانِ لُعَابُهَا

وَمَقُولُهُ سَيْفٌ أَعَزُّ صَقِيلُ

يَصُولُ بِمِضْمَارِ البَيَانِ مُجَلِّيًا

فَيَجْلُو قِنَاعَ الشَّكِّ حِينَ يَصُولُ

تَرَاهُ اجْتَلَى أَبْكَارَهَا عَرَبِيَّةً

لَهَا غُرَرٌ وَاضِحَةٌ وَحُجُولُ

حِجَازِيَّةُ الأَلْفَاظِ قَدْ سَبَغَتْ لَهَا

مَطَارِفَ مِنْ إِحْسَانِهِ وَذُيُولُ

أَخَا الأَدَبِ المَعْرُوفِ إِنْ عُدَّ أَهْلُهُ

فَأَنْتَ بِهِ فِي المُفْلِقِينَ كَفِيلُ

وَإِنْ عُدَّ أَنْصَارُ اليَتِيمِ وَذِي الضَّنَى

فَأَنْتَ امْرُؤٌ لِلْبَائِسِينَ وَصُولُ

إِذَا جَلَّ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ رُتَبِ العُلَا

فَإِنَّكَ فِي أَهْلِ الفَخَارِ جَلِيلُ

وَإِنْ كَثُرَتْ فِيهَا تَهَانِي مَعْشَرٍ

فَرُبَّ كَثِيرٍ فِي عُلَاكَ قَلِيلُ

حَبَاكَ بِهَا عَبَّاسُ مِصْرَ تَجِلَّةً

فَجَاءَتْكَ تَثْنِي عَطْفَهَا وَتَمِيلُ

لِذَلِكَ نَدْعُوهَا إِذَا شِئْنَا نَعْتَهَا

بِثَانِيَةِ العَطْفَيْنِ حِينَ نَقُولُ

فَقَلِّدْ أَرْبَابَ القَرِيضِ صَنَائِعًا

بِهَا الفَضْلُ جَمٌّ وَالثَّنَاءُ طَوِيلُ

صَنَائِعُ تَسْرِي فِي الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ

سَرَى الرُّوحِ لَا يَفْنَى وَلَيْسَ يَزُولُ

أَعَادَتْ رُبُوعَ العِلْمِ شَمَّاءَ بَعْدَمَا

تَأَبَّدَ مِنْهَا دَارِسٌ وَمُحِيلُ

فَلَا زَالَ رَبُّ النِّيلِ يُحْرِزُ فَضْلَهُ

شَبَابٌ تَسَامَى لِلْعُلَا وَكُهُولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة