عدد الابيات : 16
عادَ الرَبيعُ وَعادَ غُصني مورِقاً
وَحدائِقُ الأَزهارِ زادَت رَونَقا
وَالحورُ وَالولدانُ في أَرجائِها
كَاللؤلُؤِ المَنثورِ يَزهو رَونَقا
وَالطَيرُ تَصدَحُ في الغُصونِ عَشيقةً
أَفكُنَّ مِن عُشّاقِ غُزلانِ النَقا؟
وَالوَقتُ صافٍ صَفوَ قَلبي في الهَوى
مُذ شامَ بَرقاً لِلعُلى قد أَبرَقا
أَوّاهُ! مَن لي وَالحَبيبُ بِمَعزِلٍ؟
وَيلاهُ! كَم جَمَعَ الزَمانُ وَفَرَّقا
مَن لي بِطيبةَ وَالحَبيبُ بِطيبَةٍ؟
عَلِقَ الفُؤادُ بِها، فَصارَ مُعلَّقا
طوبى لِمُنتَشِقٍ عَبائرَ رَوضِها
طوبى لِمَن لَثَمَ الثَرى وَتَنَشَّقا
طوبى لِمَن نالَ الجِوارَ مُؤبَّداً
في دارِها الدُنيا، وَفي دارِ البَقا
أَشتاقُها، وَالشَوقُ أَحرَقَ مُهجتي
فَأَنا أَذوبُ تَشوُّقاً وَتَحَرُّقا
أَشتاقُها حُلُماً، فَكَيفَ بِيَقَظَتي؟
فَمَتى أَرى ذاكَ الحِمى المُتألِّقا؟
أَشتاقُ طَلعَةَ أَحمَدٍ مُذ أَشرَقَت
ضاءَ الوُجودُ هُدىً كَبَدرٍ أَشرَقا
هُوَ سيِّدُ الساداتِ، بل هوَ سيِّدُ الـ
ـكَونَينِ، ذو الشَرفِ الرَفيعِ المُنتَقى
وَالرَحمَةُ العُظمى، وَأَشرَفُ مُرسَلٍ
وَالنِعمَةُ الكُبرى لِمَن قد وُفِّقا
وَشَفيعُ أَهلِ الحَشرِ، أَفضَلُ شافِعٍ
وَمُشَفَّعٌ، وَالخَطبُ فيهم أَحدَقا
صَلّى عَلَيهِ اللّهُ ما نَجمٌ بدا
أَو طارَ طَيرٌ في السَماءِ وَحَلَّقا
وَعَلى الصَحابةِ وَالقَرابةِ ما شَدا
عادَ الرَبيعُ وَعادَ غُصني مورِقا
لبنان
poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@
35
قصيدة
4
الاقتباسات
0
متابعين
poet-nasif-al-yaziji@
poet-adeeb-mazhar@