الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » قد أنار الوجود نور الوجود

عدد الابيات : 31

طباعة

قَد أَنارَ الوُجودَ نورُ الوُجودِ

فَاِستَنارَت يا سَعدُ مِنهُ سُعودي

وَدَنا مِن مُحِبّهِ فَتَدَلّى

في مَقامِ التَجريدِ وَالتَفريدِ

فَتَحيَّرتُ مِن شُهودِ سَناهُ

إِذ بَدا في جَمالِهِ المَشهودِ

لَيلَةَ القَدرِ أَنتِ خَيرُ اللَيالي

جِئتِ بِالوَصلِ أَنتِ لَيلَةَ عِيدي

كُلُّ ما في الوُجودِ فيكِ تَجلّى

يُخجِلُ الشَمسَ في مَقامِ الشُهودِ

أَيُّ سِرٍّ بَدا فَزادَكِ حُسناً

غُرَّةَ الدَهرِ في اللَيالي السُّودِ

لَستُ أَنسى إِذ زارَني في مَنامي

صادِقُ الوَعدِ مُنجِزاً لِلوُعودِ

أَسعدَ اللَهُ زَورَةً مِن حَبيبٍ

لِمُحِبٍّ مِن نَسلِهِ المَسعودِ

نِلتُ فيها المُنى وَجَمعَ الأَماني

رَغمَ أَنفِ العِدى وَكُلِّ حَسودِ

وَتَحقَّقتُ بِالهُدى في هُداهُ

يا لَها مِن سَعادَةٍ لِسَعيدِ

رَقَّ لي إِذ رَأى فَرقَ ضَعفي

ذُبتُ وَجداً بِهِ وَذابَ وُجودي

شَبَّ عَن طَوقِ طاقَتي عَظمُ وَجدي

فَتَجاوَزتُ في الغَرامِ حُدودي

أَنا صَبٌّ بِهِ وَإِرثي هَواهُ

خَيرُ إِرثٍ وَرِثتُهُ عَن جُدودي

وَغَرامي بِهِ وَحَقُّ غَرامي

رَأسُ مالي مِن طارِفٍ وَتَليدِ

ما تَرى ذِكرَهُ يَدورُ مَعَ الأَنـ

ـفاسِ في الصَدرِ وَهيَ في تَجديدِ

أَحمَدُ اللَهَ أَن حَبانِيَ هٰذا

في مَقامِ التَحميدِ وَالتَمجيدِ

يا رَعى اللَهُ سِرَّ أَحمَدَ فينا

يا رَعى اللَهُ صاحِبَ التَأييدِ

قَد قَصَدناهُ في النَوالِ فَنِلنا

مِن عَطاياهُ غايَةَ المَقصودِ

كَيفَ لا وَالحَبيبُ أَكرَمُ خَلقِ الـ

ـلهِ طُرّاً بَحرُ النَدى وَالجودِ

نَستَمِدُّ الأَمدادَ غَوثاً وَغَيثاً

مِن مُمدِّ الوُجودِ حَتّى الخُلودِ

نَحنُ في حَضرَةٍ بِها نَستَفيضُ الـ

ـجودَ مِن فَيضِ أَحمَدَ في الوُجودِ

نَحنُ في حَضرَةِ الحَبيبِ المُرَجّى

حَضرَةٍ قَد خَلَت عَنِ التَقييدِ

طارَ مِنّي القَلبُ الشَجِيُّ إِلَيها

دونَ جِسمٍ مُكَبَّلٍ بِالحَديدِ

يا رَؤوفاً بِالمُؤمِنينَ رَحيماً

كَم أُناجيكَ هاتِفاً بِالنَشيدِ

أَنتَ كُلُّ المُرادِ عِندي وَبابُ الـ

ـلهِ فيهِ مُرادُ كُلِّ مُريدِ

وَكَفاني أَنّي اِلتَجَأتُ إِلى عُلـ

ـياكَ في الأَمرِ قاصِداً بِقَصيدي

فَبِحَقِّ البَتولِ اِشفَعْ تُشَفَّعْ

بِذُنُوبي وَفُكَّ كُلَّ قُيودي

وَتَدارَكْ ضَعفي وَضَعفَ عِيالي

وَأَعِذنا مِن هَولِ يَومٍ شَديدِ

وَأَعِدني إِلى حِماكَ وَصِلني

كَم أُنادي يا لَيلَةَ الوَصلِ عُودي

وَصَلاةٌ تُهدى وَأَلفُ سَلامٍ

لِمَعالي مَقامِكَ المَحمودِ

وَإِلى الآلِ وَالصَحابَةِ طُرّاً

بِدَوامٍ مِنَ الحَميدِ المَجيدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

165

قصيدة

8

الاقتباسات

2

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة