الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » سلوا قلبي أولى ثم آبا

عدد الابيات : 34

طباعة

سَلوا قَلبي أَولّى ثُمَّ آبا

وَأَحدث طائِراً عجباً عُجابا

عَجِبتُ لهُ يصفِّق في ضُلوعي

فَما أَدري ذَهاباً أَم أَيابا

تسرَّب في الضُلوعِ دماً نَجيعاً

وَغابَ فَما أطيق لهُ غِيابا

سلوهُ هل لطيبَة غاب عَنّي

فَطاب بها زَماناً حينَ طابا

وَخلَّفَني مُعنّىً في هواها

جنى شهداً بها وَجَنَيتُ صابا

غَرِقتُ بِأَدمُعي شَوقاً إِلَيها

وَنارُ الشَوق تُلهِبُني اِلتِهابا

فَما حكمُ الزَمانِ بِبُعدِ مثلي

وَتقريب العذولِ يُرى صَوابا

وَلكِن حكمةُ المَولى تعالى

قَضَت بِالبُعدِ وَاِقتَضَت اِقتِرابا

وَلَم أَرَ غيرَ حُكمِ اللَهِ حكماً

وَلَم أَر دون بابِ اللَهِ بابا

محمّدُ أَنتَ بابُ اللَهِ حقّاً

وَبابُ اللَهِ كَم يَأبى الحِجابا

فَجُد لي بِاللُقا واِرفَع حجابي

فَقَلبي لا يطيق لَكَ اِحتِجابا

زَممتُ لك الركابَ وَجئتُ أَسعى

رجاءَ قبول من زَمَّ الرِكابا

وَلي حسبٌ بحبّك ترتَضيه

وَحسبُ الحبّ لِلَّهِ اِحتِسابا

وَلي نسبٌ إلى الزهرا صَحيحٌ

وَمثلي حسبهُ الزَهرا اِنتِسابا

إِمام الأَنبِيا والرسل جمعاً

وَمن نالَ الدُنُوَّ فَكان قابا

محبُّك يا حَبيبَ اللَهِ يرجو

رِضاكَ وَيَرتَجي منكَ اِقتِرابا

بجاهكَ يا رَفيعَ الجاهِ قل لي

متى تَدنو وَتُدني لي الرحابا

أَذوبُ كما علمت لها اِشتِياقاً

وَكَم صَبٍّ من الأَشواقِ ذابا

وَكَم لَكَ من يدٍ بَيضاءَ عِندي

بِحَمد اللَهِ لَن تُحصى حِسابا

بِها طَوَّقتَ جيدي إي وَرَبّي

وَكَم طَوَّقتَ مَولايَ الرِقابا

أَأَقضي دونَ طيبَةَ مُستَهاماً

وَقَد نَوَّلتَني المِننَ الرغابا

أَم المَولى الكَريمُ يُطيل عمري

فَأَبلُغها وَقَد قدتُ السحابا

أقوم أداةَ إِصلاح لمن قد

يَرى الإِصلاحَ إِذ يَبغي الثَوابا

لَعلّ اللَهَ يُصلح بَينَ قَومي

وَقومِ التُركِ إِذ كانوا غِضابا

وَأَرجو اللَهَ تَوفيقاً لصلحٍ

شَريفٍ لا أَرى فيهِ اِنشِعابا

فَتَقوى شوكةُ الإسلام حقّاً

بِآساد الشرى تَفري الذِئابا

وَتَحقُق رايَةُ الإِسلامِ شَرقاً

وَغَرباً لا تَرى يَوماً غلابا

كَفانا فرقَةً في الدَهرِ عمراً

حَملنا فيهِ أَوزاراً صِعابا

وَهذي الحربُ قَد مدّت حِراباً

تَشيبُ لِهَولِها النشأَ الشَبابا

فَما يَحمي الحِمى إِلّا ذُووهُ

وَأَعني من بَني طه اللُبابا

وَحَسبي أَنَّني بِحِماكَ طه

وَطه لَم يَزَل لِلَّهِ بابا

وَأَنتَ وَسيلَتي دنيا وَأُخرى

فَسَل مَولايَ يُحسِن لي المَآبا

وَهذا كُلّ ما أَرجو وَأَدعو

وَأَحسِبهُ دُعاءً مُستَجابا

عَلَيكَ صَلاةُ رَبّي كُلّ حينٍ

تَعُمُّ الآلَ جَمعاً وَالصَحابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

329

قصيدة

10

الاقتباسات

3

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة