الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » حلا حديث الهوى من بسمار

عدد الابيات : 30

طباعة

حَلا حَديث الهَوى من بِسُمّارِ

حَديثهم فيه ذاتُ البانِ وَالغارِ

أَطاعَها كُلّ ذي لبّ وَذي شرفٍ

من البريّة من بدوٍ وَحُضّارِ

لَها دَعاني الهَوى لِلَّهِ دَعوَتهُ

مُنذُ الصبا فَغَدَوت المُدلجَ الساري

وَبتُّ أَشكو لَها بُعدَ الدِيار عَلى

قُرب المَزار وَقُرب العَهدِ بالدارِ

وَكَيفَ لا أشتَكي مِمّا أَلمّ وَلي

بَقيّةٌ من لباناتٍ وَأَوطارِ

وَاللَهُ يَعلَمُ ما بي من أَسىً وَلظىً

وَاللَهُ يَعلَم منّي دمعيَ الجاري

يا طَلعَةُ البدرِ بَدر التمّ من مضرٍ

قَد فقتِ وَاللَه حسناً كُلّ أَقمارِ

وَلَيسَ لي غرضٌ إلّاكِ أَرقبُه

مَهما تبدّى بأفقٍ كَوكَبٌ سارِ

أَرنو إِلَيهِ إذا يبدو لأنظُر هَل

في وجهِه من سناك عشرُ معشارِ

وَأَنثَني منهُ مَلهوفاً عَلى شبه

لِرائِع الحسن فيك بينَ سُمّارِ

فَلا أرى غير مطبوع الهَوى شَغفاً

بِنَظرَة منك حسناً ذات أَنوارِ

فَأَشتَهي أَن أَراهُ دائِماً أَبداً

بِجانِبي وَهو مجلى بعض أسراري

وَينشد الشِعرَ في مَدحيك يطربني

شَوقاً إِلَيكَ وَيَاللَهِ أَشعاري

أَستَغفِر اللَهَ ما لي في السوى أَربٌ

مَهما تَكُن حالهُ خوفاً من العارِ

وَالناسُ في لهفٍ من هول ما سمِعوا

عن الحُروب بِأَقطارِ وَأمصارِ

دارَت رَحاها وَيَاللَهِ دورَتها

وَالناسُ في مِثل شدقِ الضَيغم الضاري

وَكلّ يَوم جيوشٌ من فَيالِقها

تجري الدِماءُ اِعتِسافاً شبه أَنهارِ

وَنَحن نَخشى عَلى هذي الدِيار إِذا

مَرّت بِها الحربُ لا تَبقي لِديّارِ

يا طَلعَة البَدر حَسبي أَن أُرى شَغِفاً

بِطَلعَةِ البَدر حسبي سرُّه الساري

يُحيي مواتي بِإذن اللَهِ ينعشني

بِنَظرَةٍ منهُ إِذ يُحيي بِأَنظارِ

فَما أُبالي بِما يَأتي بهِ قَدرٌ

عَلى البَريّة جلَّت حكمةُ الباري

فَلِلمَقادير أَسرارٌ إِذا اِنكَشَفَت

يَوماً تجلَّت لأَسماع وَأَبصارِ

وَلا اِعتِراض عَلى الأَقدارِ في حكمٍ

إِذ كلّ ذي حكمةٍ يجري بِمِقدارِ

وَاللَهُ سُبحانهُ تَجري بَدائِعه

وفقَ الإرادَة في نورٍ وَفي نارِ

يا طَلعَةَ البدر وَالإسراءُ مَوعِدُهُ

غَداً فَمن لي بِإدلاجٍ لأَسفارِ

شوقي لقُربك شوقٌ لَست أحصره

وَاللَهُ يعلَم إِعلاني وَإسراري

وَالقَلبُ عندك في حلّ وَمرتَحلٍ

فَما يُبالي بِغُيّاب وَحُضّارِ

يُشاهد البَدر من دون الوَرى كَلفاً

بِحُسنِه دون ما حجبٍ وَأَستارِ

عَلَيهِ صَلّى الَّذي أَولاه ما كملت

بهِ السَجايا بِأَخلاقٍ وَأَوطارِ

وَالآلِ وَالصَحبِ وَالأَنصارِ قاطِبَةً

لِلَّهِ أنصارُ طه خيرُ أنصارِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

329

قصيدة

10

الاقتباسات

3

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة