الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا

عدد الابيات : 48

طباعة

خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا

واجعل سواد عيون العين إنقاسا

ومن أشعة نور الشمس خذ قلما

واقبس لنفسك من حسان أنفاسا

وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن

جواهر الأرض إن درا وإن ماسا

عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا

أكارم بثناهم نرفع الراسا

أقطاب مجدٍ أقاموا للعلى فلكا

تسبيك أنجمه سرجا وحراسا

وأولت الأدب العالي فضائلهم

روحاً أعادته نضر الغصن مياسا

تواضعوا لك بالتكريم عن كثب

شأن الكريم بمرجو الندى واسى

ومن نأى جاد عن بعدٍ بعاطفة

تُنسي المعنى من الأيام ما قاسى

واشكر حكومة لبنان فقد جمعت

أسداً حوت شرف الأخلاق أخياسا

رئيسها الندب قد أولاك عارفةً

أضحت حيال سناها الشهب أخناسا

وألبس الوطن الغالي بغيرته

عزاً على الفلك الدوّار دواسا

وأنت إن لم تكن أهلاً لفضلهم

فالغيث يسقي الربى خضراً وإيباسا

ومن لنصرك يا أم اللغات سوى

أبنائك الغر أجواداً وأحماسا

واللَّه أغناك باللفظ الرشيق وبالـ

معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا

وقد أمدك من نور الجلالة ما

تود منه لغات الكون إقباسا

والشعر لولاك لم تعشق لطافته

ولا غدا في خلال النفس جواسا

هو القريض على عرش الجمال سما

وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا

شادت به العرب الأجواد بيت على

سامي الذرى ورسا في المجد آساسا

قد كان مفخرة الأجيال عندهم

وبهجة النفس إصباحاً وأغلاسا

سحر البيان تجلى فيه فانقلبت

بسره وحشة الأقوام إيناسا

وكم معلقةٍ منه لها سجدوا

عرفان فضل به عطف النهى ماسا

وكم روائع أجرى العرب سلسلها

ينبتن في الجلمد الريحان والآسا

أهل الفصاحة زان اللَّه ألسنهم

سادوا بها الخلق أجناساً فأجناسا

لهفي على زمن عمت سيادتهم

به وكانوا لأهل الأرض سواسا

ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها

أردت كليباً وغالبت بعد جساسا

قد أخلفت كالموالي من بني مضر

وآل قحطان أقيالاً وأكياسا

ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى

ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا

توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا

مُسراهم فزكوا زهراً وأغراسا

وصاحبوا العلم نضراً والتقى أرجا

والحلم والزهر والأخلاق أقداسا

أولئك القوم لولا ذكرهم أبداً

يبني قصور الرجا أصبحن أدراسا

يا ابن العروبة جدّد مجدها وأقم

له العماد بعزم يطرد الياسا

اسلك إليه سبيل العلم مجتهداً

طول الحياة تنل جاهاً وأرغاسا

وخل نهج الكسالى إن تكن فطناً

فالنصل تُكسبه الأصداء أدناسا

أهل البطالة أوهى اللَّه أنفسهم

ولم يدع في ديار العز أحلاسا

والجهل إن ساد في الأقوام بدلهم

من السعود وقاك اللَّه أتْعاسا

ناجِ الحقيقة واهجر كل مختبل

يدق للوهم أبواقاً وأجراساً

وإن ضربت بسهم في سبيل على

فكن معداً لها بالحزم أقواسا

كم ذلل الحزم صعباً كان أمنع من

صيدٍ أقر عليه الليث أضراسا

أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً

كأنما شدّ للأفراح أفراسا

وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً

حيران يضرب للأسداس أخماسا

واذكر مآثر أسلافٍ حضارتهم

كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا

في كل علمٍ وفن طال باعهم

حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا

وأصبحوا قدوةً للخلق نافعة

والناس خيرهم من ينفع الناسا

فاعمل لإحياء ما شاد الجدود ولا

تقم على الجهل إن ما كنت حساسا

عسى مع العالم الراقي يكون لنا

حظٌّ يعيد حواشي العيش أملاسا

ولا تعش يائساً في الدهر من أملٍ

قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا

وليس ينساك من نجّاك من زمنٍ

قسا وشدّ على الأعناق أمراسا

وما رميت ولكن الإله رمى

وليس يخطئ سهم اللَّه برجاسا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

100

قصيدة

5

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة