الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » أي قلب يا غريب المنحنى

عدد الابيات : 42

طباعة

أي قلب يا غريب المنحنى

ضلّ مني ويحَكم يوم النوى

هل له يا هل ترى من ناشد

هل له من ناشد يا هل ترى

أحرق البين بقاياه فمن

لي به وهو رماد بالفضا

كلما هبّت رياح الملتقى

خلتُ في أدراجها منه هبا

إنما الدهر لعمري مولع

بفراق الألف أو نقض الوفا

وعن العذّال لا تسأل فما

آفة العشّاق في الدنيا سوى

جهلوا الحبّ وقالوا شططا

إن في السلوان للصبّ شفا

لو يذق من لامني مرّ النوى

لشكا من بعض ما بي وبكى

لا أبيت الليل إلا شاكيا

كرة السهد على جيش الكرى

وإذا مرّ خيال طارق

منك يا ميّ بوهمي وانثنى

قامت الحرب لك اللّه على

سوقها بين فؤادي والجوى

والأسى ويلاه من نيرانه

قوم الأضلاع منّي وبرى

ولقد كانت لعمري قفصا

لفؤاد طار في أجو الهوى

ما درى أن الهوى أشراكه

تُقنص الأسد ومن لي لو درى

يا مهاة العرب يحمي خدرها

في صدور البيد أطراف القنا

خلع اللّه على أعطافها

من برود الحسن أبهى ما برا

راقبي اللّه بصبّ أضرمت

للهوى أحشاؤه نار القِرى

وأفاض الوجد من أجفانه

منهلا أواه لو يروى الظما

فعلت عيناك في الأفْلاذ من

قلبه يا ميّ أفعال الظبى

كم لها من رشقات عندها

ضاع ثاري ولعينيك البقا

ليت شعري هل لماضي عيشنا

عودة تحيي فؤادي باللقا

أنا من تدرين لم يخطر على

قلبه السلوان أو حبّ السِوى

غير أنّي يا ابنة القوم فتى

يبذل النفس بتطلّاب العُلى

حملته هذه الدنيا على

غارب الغربة يجتاب الفلا

في ضواحي الأرض أيّاماً وفي

حاجر يوماً ويوماً بالنقا

تتشاكى النوق من أسفاره

وتملّ الأرض من ضرب البِرى

ولحكم الدور أضحى مثلاً

ما انتهى بالسير إلا وابتدا

فكأني خاطر ما وسعت

دركَه يا سعد أفكار الدنى

فغدت تجهد في ترديده

فمتى يا دهر ينزاح الغطا

من لنائي الدار قد جار على

صبره الدهر فولّى وانطوى

والليالي بعض ما يُلقى بها

مزعجات طيّرت نوم القطا

يتلوّى الدهر كالأفعى على

ضعفه ينفث من سمّ الأذى

صولج الأقدار قد صيّره

كرة يضربها عرض الفضا

وأماني النفس قد ألقينه

في أقاصي الأرض يا تعس المنى

في فم الأقطار أضحى مضغة

ورماه البين أنأى مرتمى

فإلى مَ وعلى مَ ومتى

أيها التسيار تنشقّ العصا

أنكد الناس لعمري عيشة

عائلٍ مغترب يشكو الأسى

لا يرى من راحم لا سيّما

في بلادٍ أهلها حرب التقى

جهلوا الفضل فعادوا حزبه

وغدا ديناً لهم حبّ الغنى

يا خطوب الدهر قِرّي فعسى

أن تقر النفس يوماً وعسى

وعلى الله توكّلت فما

يُبتغى إلا إليه المشتكى

فهو حسبي وكفاني أن أفز

برضاه وعلى الدنيا العفا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

91

قصيدة

5

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة