الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » ظلموني ولم أكن أهل ذنب

عدد الابيات : 37

طباعة

ظلموني ولم أكن أهل ذنب

فعلى الظالمين لعنة ربي

شتتوني عن الديار وجاروا

قتل الجائرون هم شر حزب

قيدوني لكن بقيدٍ ثقيلٍ

كلّ منه صبري وجسمي وقلبي

حبسوني لكن وحيداً فريداً

لا أنيس ولا جليس بجنبي

فرابني من جيشهم ولو أني

كنت أدري منعته كل درب

حسبي اللَه ذو الجلال وكيلا

هو نعم الوكيل، اللَه حسبي

وإليه شكواي من حسراتي

وعنائي ومن بكائي وندبي

ولعمري لولا ذماء من الصبـ

ـر قليلٌ قضيت بالحزن نحبي

ويحهم ما الذي رأوه بذاك الظلـ

ـم زيناً حتى انتضوه كعضب

ثم قدوا حبل المراحم حتى

خلتهم آلة البلا المنصب

ليس هذا علامة الخير يا قو

م فعودوا إلى الطريق الأحب

أهرم الدهر آل عثمان حتى

قد طوت حكمهم عوامل غصب

واستبدت بهم عصابة سوءٍ

ليس يُدرى أصلٌ لهم أو مَر بي

لا ترى بينهم فتىً قط يعزى

بانتساب ولو إلى آل كلب

حاربونا بل حاربوا اللَه فيما

أحدثوه ما بين تركٍ وعرب

والتقينا من ظلمهم ما التقاه

آل بيت النبي من آل حرب

كل دارٍ قد أصبحت من أذاهم

كربلا فهي في بلاءٍ وكرب

يا لقومي ما تلك حالٌ يُطاق الصبـ

ـر فيها ويُستهان التأبّي

ما لكم يا بني الكرام سكوتاً

لا تُلبّون والفتى من يُلبّي

نبهوا أعين العزائم واصغوا

لنداءٍ من الضمائر يُصبي

أنتم معدن الفضائل في النا

س وانخى قومٌ وأكرمُ سرب

أنتم مظهر البسالة والإقـ

ـدام والحزم في المجال الصعب

أفلا تزمعون بعض احتجاجٍ

لا أقول انهضوا لحربٍ وضرب

إن شق العصا حرامٌ ولكن

طلب الحق مقنعٌ كل ندب

وطلاب الحق الشريف شريفٌ

ليس فيه لحاكمٍ حق عتب

وإذا لم نجد من الضيم بدّاً

فجديرٌ بنا امتشاق القضب

إن موت العزيز تحت ظلال النـ

ـقع خيرٌ من عيش خسفٍ وخُلب

فليقم من يشا على الضيم، إنّي

لبريءٌ من أهل ذاك المهب

وبلادي إن لم تفدني اعتزازاً

طرت عنها مع الرياح النكب

لا يعيش الإنسان يا قوم عمري

نُ وجدبٌ بالعز أفضل خصب

ما حياة الفتى بأرضٍ براها

من دراها كأنها جحر ضب

ضرب الذل والصغار عليها

وانتحاها العدى لسلبٍ ونهب

يا لصحبي ولم أقل يا لقومي

نام قومي فاستيقظوا يا لصحبي

جئت أدعوكم فهل لدعائي

من سميعٍ ذي نجدةٍ مشرئب

عظم الخطب واغتدى الكرب ينها

ل على الأنفس انهيال الكُثب

أفهل من وسيلة أو سبيلٍ

للتوقي أو سدّ ذاك المصب

فأجيبوا جزاكم اللَه عني

كل خيرٍ جواب تربٍ لترب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

100

قصيدة

5

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة