الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » وطني عليك تحيتي وسلامي

عدد الابيات : 24

طباعة

وطني عليكَ تحيّتي وسلامي

وقفَ بحلّي غربتي ومقامي

وطني إليكَ أحنّ في سفري وفي

حضري أجلّ، وبيقظتي ومنامي

وطني ولي بكَ ما بغيرك لم يكن

من كوثرٍ عذبٍ ودارِ سلامِ

وطني وإن نقلتْ شذاكَ ليَ الصّبا

هاجتْ شجوني وانفتحنَ كلامي

وطني ويَلويني لدى خطراتها

ذِكرُ الصّبا ومراتعُ الآرامِ

وطني وأدعو في ظلامِ الليل أن

لا يبتليكَ اللهُ بالظّلامِ

وطني وأرجو أن يدومَ لكَ الهنا

أبداً بظلّ عدالةِ الحكّامِ

وطني بروحي أفتديكَ إذا التوتْ

عنكَ الرعاةُ وطاشَ سهمُ الحامي

وطني إذا ما شاكَ مجدَكَ شائكٌ

فكأنما هو ناخرٌ بعظامي

وطني إذا ما شانَ فضلَكَ شائنٌ

فأنا الغيورُ وعزّةُ الإسلامِ

وطني العزيزُ وفيكَ كلُّ صبابتي

وتدلّهي وتولّهي وهيامي

وطني العزيزُ وعنكَ خلتُ محدّثي

نحّى على سمعي ببنتِ الجَامِ

وطني العزيزُ وإن ألَمَّ بكَ الأسى

قامتْ بقلبي سائرُ الآلامِ

وطني العزيزُ وأنتَ حنّتي التي

فيها أعدّ العيشَ من أيّامي

وطني العزيزُ وأنتَ من يحلو به

غزلي وتشبيبي وسجعُ نظامي

وطني العزيزُ وأنتَ من أدعو لهُ

عُقبى صلاتي دائماً وصيامي

وعلاكَ في الأوطانِ جلّ مطالبي

ومآربي ومقاصدي ومرامي

وإذا أضلّ الحزمَ قومُك تلقني

أبكي بعيني عروةَ بنِ حِزامِ

وإذا تلاهوا عن نجاحِك وارتأوا

طولَ الخمولِ تَخَيَّبَتْ أحلامي

أيّها بني وطني أقيموا عزّةً

إنّ الديارَ تعزّ بالأقوامِ

أحيوا المعارفَ، واكبروا أن تَفخَروا

بعظامِ أسلافٍ مضينَ رِمامِ

فالمجدُ ما قد جدّدتموهُ بجِدّكم

لا ذكرُ أجدادٍ قَدمْنَ كرامِ

والعلمُ أصلٌ للمفاخرِ كلِّها

وبنورهِ ينجابُ كلُّ ظلامِ

فيه الحياةُ لكلّ مجدٍ تالدٍ

أو طارفٍ كالروحِ للأجسامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

43

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة