الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » سلوها لماذا غير السقم حالها

عدد الابيات : 22

طباعة

سلوها لماذا غير السقم حالها

ترى شغِفت حباً وإلا فما لها

تبدّل ذاك الورد بالورس وانطفا

سناها ورقّت فهي تحكي خيالها

أظنّ هوى الغزلان قد هدّ حيلها

فإني رأيت الريم يوماً حيالها

تناجيه سراً وهي في زيّ والهٍ

فخلت أخاها كان أو كان خالها

فيا حبّ غلغل في صميم فؤادها

ويا ربّ لا تعطف عليها غزالها

ويا حبّها بالله كن متدللاً

وزدها كما كانت تزيد دلالها

وبالغ رعاك الله في طول هجرها

فكم هجرت صباً يروم وصالها

وكم من عليلٍ في هواها لقد قضى

غراماً وما ألقَتْ لبلواه بالها

وكم من عزيزٍ ذي إباء ونجدةٍ

فلو مدّ باعاً للنجوم لطالها

دعاه هواها واهيَ العزم بالياً

ذليلاً فولى وهو يشكو ملالها

ولكن أرحها بعض حين فإنني

شمتّ بها والقلب يأبى زوالها

ومن حبٍّ لم يُبغَض ولو حبّ هاجرا

فقد رقّ قلبي مذ رأيت هزالها

عسى أنها من بعد أن ذاقت الهوى

تنوح على من كان يهوى جمالها

وتذكر إذ كانت وللحسنِ عزةٌ

ترى مهجَ العشاق صرعى قُبالها

فتبكي زماناً فيه أبكت بصَدّها

عيوناً تولاها الأسى فأسالها

ولعتُ بها حيناً من الدهر لم أفُزْ

بساعة لطفٍ كنت أرجو نوالها

ولو عطفت يوماً علي بزورةٍ

لقبّلت حتى بالعيون نعالها

ولكنها جارت وللجور عودةٌ

على أهله لن يستطيعوا نزالها

صبرت عليها صبر حرٍّ فلم يفد

ولو رامها ذو خدعة لاستمالها

ولمّا بلغتُ اليأس من نيل وصلها

فررت بنفسي لا عليها ولا لها

وقلت لقلبي وهو يذكر عهدها

رويدك هذي بغيةٌ لن تنالها

تركت هواها واشتغلت بغيرها

ومن قطعت حبلي قطعتُ حبالها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

92

قصيدة

5

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة