الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » بعث الفتور من الجفون رسولا

عدد الابيات : 28

طباعة

بعث الفتور من الجفون رسولاً

يدعو قلوباً للهوى وعقولاً

فنضى شفاراً ما أدق غرارها

تركت أعزّ العالمين ذليلاً

لو شاء دعوة من مضى من قبلنا

لبّته أرواح القرون الأولى

ومن العجائب أنّ أول طائع

قلبي الشجيّ فلم غدا متبولاً

هُنَّ العيون وما لنا من عشقها

بُدٌّ فصبراً يا فؤاد جميلاً

واذكر ليالٍ بالنقا سلفت لنا

سمح الزمان بها وكان بخيلاً

حيث الشبيبة روضةٌ فينانة

والعزّ ظلّ لا يزال ظليلاً

والعيش غضّ والحبيب مواصل

والسعد يخدم شملنا الموصولا

والوقت صافٍ كالسلاف وإنما

ما مرّ قطّ ولا غدا مملولا

والعاذلون كأنهم لم يُخلقوا

يا رب لا لقي المحب عذولا

تلك الليالي البيض كم حسد الضحى

عند التبسّم ثغرها المعسولا

غُرٌّ عرائسُ نلن من قمر السما

طوقاً ومن فلق الصباح حجولاً

وبأطلس الشفق انتقبن مطرّزاً

شهبا ترى من حاك ذا المنديلا

ولبسن من حسنات أدوار الهنا

حللاً ومن دور الصفا إكليلا

لكن قصرن، فما عسى يا رب لو

أعطين من عمر الحواسد طولاً

ما كنت أحسب أنهنّ ذواهبٌ

حتى انقضين وما شفين غليلا

لهفي على ساعاتهن فلم تكن

إلا نجومًا قد عجلن أفولا

حالت وقد حلّت ليالٍ بعدها

تركت نطاق مدامعي محلولا

أشكو لمعتلّ النسيم صبابتي

ولربما سلى العليل عليلا

وأبيت والذكرى تثير بمهجتي

حرقاً قضين على العيون همولا

ويلاه من يوم الفراق فإنه

يومٌ على العشاق كان وبيلا

فارقت فيه تماسكي وتطايرت

نفسي أسى وجميل صبري عيلا

وسألت قلبي أن يقرّ فشمته

ضلّ الرشاد وضيّع المعقولا

ودعا بنا داعي الوداع فلم يكد

يغني التصبّر يا أميم فتيلا

ولقد نظرت إلى الركائب نظرةً

كادت تسلّ على الفراق نصولا

وبكيت حتى كدت أن أبكي السما

والأرض إذ جدّ الحبيب رحيلا

ملكٌ بروحي قد سرى ولو أنه

حفظ الأمانة خلته جبريلا

لو لم نجد في الوحي من ألحاظه

ضعفاً عبدنا الناظر المكحولا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

43

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة