الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » على القدم الجيلي مرغت وجنتي

عدد الابيات : 29

طباعة

على القدم الجيليّ مرّغت وجنتي

فزاحمتُ أفواهَ النجوم ولا غروَا

هو الغوث عبد القادر الفردُ من به

قد استمسك الأقوامُ بالسند الأقوى

هو العلم الخفّاق بالفضل والسخا

هو الفلك الأندى هو المنهل الأروى

أجلّ رجال الله في منتدى العُلى

مقاماً وخذ منّي على ذلك الفتوى

تزاحم وفد العارفين بنهجه

سراعاً ولم يبلغ له أحدٌ شأوَا

مآثره في جبهة الدهر غُرّةٌ

فلا ذكرها يبلى ولا صحفها تُطوَى

فصغ من معاني مجده جوهرَ الثنا

ودع عنك ذِكرى مبسم الرشإ الأحوَى

سليل بني الزهرا وللهِ نسخةٌ

لقد قوبلت بالأصل في اللفظ والفحوَى

بنى للهدى بيتاً علت شرفاته

وصين بعزٍّ ما أُخال له صنوا

ومدّ على عرش الرسوخ سرادقاً

كأنّ على أعمدة أطرافه رضوَى

وأوضح في وعر السلوك طريقةً

غدا كل سعيٍ زلّ عن نهجها لغوَى

وخُصَّ بسرٍّ لا يحيط بكنهه

وحقّك إلا عالمُ السرِّ والنجوَى

وكم ردّ للنهج القويم عصابةً

ولولاه ما زالوا من الجهل في مهوَى

إذا استهوت الدنيا فؤاد مريده

ببهرجها أو أوهمت مرّها حلْوَى

وكاد بأن يهفو لزخرف حسنها

على أنه ما من فتى يأمن الهفوى

تكنّفه من سرّه بحمايةٍ

فأصبح لا يخشى عثاراً ولا كبوَا

وإن حاول الدهر اهتضام نزيله

دحاه بعزمٍ لا يملّ ولا يضوَى

ويختطف العادي إذا همّ نحوه

كما يخطف البازي بمخلبه الصعوَى

إمامٌ به تُزهى المعالي وتزدهي

على أنه لا يعرف العجب والزهوَا

تخطّى بشوط العزم أعلى مكانةٍ

من المجد أضحى كلّ مجدٍ لها تلوَى

وجاد بحبّ الله جلّ جلاله

بنفسٍ عن الأغيار ما برحت خلْوَى

ففاز بكأس الأنس في حانة الرضا

وجاز مقام السكر فارتشف الصحوَا

وحلّق في أوج الدنوّ إلى مدى

لقد تركت ما دونه في العلى محوَا

وأصبح في بحبوحة الوصل راعياً

ونال من الإحسان والفضل ما يهوَى

أبا صالح عطفاً عليّ فإنني

أسيرُ ذنوبٍ بلبلت قلبي الأهوَى

وما نلت من صفو اللذائذ في الصبا

سوى حسراتٍ شبن بالكدر الصفوَا

وبردُ شبابي قد وهى إذ رفوته

بغير التقى حتى غدا كلّه رفوَا

فيمّمت يا غوثاه بابك راجياً

بجاهك عند الله أن أمنح العفوى

فلو تلو عني جيدَ عطفك سيدي

فجيدُ افتقاري نحو غيرك لا يلوى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

43

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة