الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » نأت وبنا من سحر مقلتها الوسنى

عدد الابيات : 29

طباعة

نأتْ وبنا من سحرِ مقلتها الوُسْنَى

غرامٌ يَصُدُّ النومَ أنْ يطرقَ الجَفْنَا

نفورٌ نفتْ عنّا الرُّقادَ ببينِها

فيا ليتَ ذاكَ الحُسنَ يشفعْ بالحُسْنَى

نُودُّ سَلوى كلما شَفَنَا للهوى

وألحاظُها تدعو القلوبَ: "هلمّنا"

نبيَّةُ حُسنٍ بالظُبا من جفونِها

دعتنا فأسلمْنا النفوسَ وآمنا

نهيمُ بفَرْعٍ نحوَ وردةِ خدّها

دَنَا فتدلَّى قابَ قوسينِ أو أدنى

نعمْ سَجَّ الدُّرُّ ليتيمٍ بثغرِها

وحنَّ العظامُ البالياتُ لها مِنَّا

نحنُ لها عشقا ونشكو ملالَها

وكمْ دنِفٍ منّا إذا ذُكرتْ أنا

نُلامُ عليها في الغرامِ، وربّما

شفى اللومُ أن تُذكرْ بهِ كبدٌ مُضْنَى

نطيبُ بذكراها وتحيا قلوبُنا

فباللهِ يا لوّامُ من ذكرِها زدْنَا

نهيتُ فؤادي أن يَهيمَ بقدِّها

فهلا نهيتَ الطيرَ أن يعشقَ الغُصْنَا؟

نشأتْ وفي جفنِي لها كفُّ حاتمٍ

على أنه يومَ الوغى ربّما ضَنَى

نمَّتْني إلى عليا قريشٍ أماجدٍ

أصاروا الأيادي راحةً والسخا دَنَا

نجومٌ بأنوارِ العلومِ سواطعٌ

وقد اتخذوا عرشَ الوقارِ لهم مغنَى

نصالٌ يُجلى الدُّجنُ نورُ فرندِهم

إذا ما الخطوبُ الداجياتُ ادلهَمْنَا

نبتْ ماضياتُ الدهرِ عن درعِ صبرِهمْ

ولمْ يشتكوا يوماً لنا زلَّةً وهَنَا

نفوسٌ لمن أحببنَ ذاتُ تواضُعٍ

ولكنْ عن الضيمِ اعتزازٌ ترفَّعنَا

نهضتْ بعلياهمْ ولمّا سلكتُ في

طريقِ الرفاعي زدْتُهمْ في العُلى شأنَا

نهلتُ حَميَا العزِّ منها وطابَ لي

غرامٌ بها في منحنَى أضلعي كنَّا

نميرُ الهُدى من وردِها يمحقُ الصدَى

فدونكَ يا صادي الحَشَا وردُها الأهْنَى

نفتْ عنْ عقولِ السالكينَ بنورها

دياجِرَ قد كانتْ لألبابِهمْ سِجْنَا

نمَى سرُّها في الكونِ حتى تفاخرتْ

بأبنائها العلياءُ بالحُسنِ والمعنَى

نهجْتَ لنا يا ابنَ الرفاعيِّ منهجاً

زَهَا بسراجِ الرُّشدِ من نورِك الأسْنَى

نسيرُ وذاكَ السرُّ منك محلقٌ

بنا، فلنا الغاياتُ أيّانَ ما سرْنَا

نداكَ لنا عذبٌ، وجودُك سائغٌ

وفضلكَ موفورٌ لنا حيثما كنَّا

نيمِّمُ من ناديكَ كعبةَ عِزَّةٍ

غدتْ منْ صروفِ النائباتِ لنا حِصْنَا

نعمْ أنتَ منْ سادَ الشيوخَ جلالةً

ومدّتْ لهُ من جدّهِ المصطفى اليُمْنَى

نقرُّ عيوناً في معانيكَ كلّما

ذكرنا فهمْنا أو نظرْنا فأبصرْنَا

نظمْنا لكَ الدُّرَّ الثمينَ مدائحاً

بأقراطِها العلياءِ شنّفتِ الأُذْنَا

نرجُو قبولاً فيه نظفرْ بالمُنى

ونبلغْ في الدنيا وضَرّتِها الأمْنَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

115

قصيدة

6

الاقتباسات

1

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة