قَمَرٌ تَفَرَّدَ بِالْجَمَالِ وَأَسْفَرَا

فَالشَّمْسُ مِنْ خَجَلٍ تَوَارَتْ سُفَّرَا

وَالْبَدْرُ لَوْ أَبْصَرْتِهِ فِي لَيْلِهِ

لَوَجَدْتِهِ يَسْجُو لِوَجْهِكِ مُحْسِرَا

وَجْهٌ كَصُبْحٍ فِي الضِّيَاءِ تَأَلُّقًا

وَالْخَدُّ وِرْدٌ بِالْحَيَاءِ مُتَعَطِّرَا

وَالْعَيْنُ بَحْرٌ مِنْ سُلَافٍ رَقْرَقَتْ

فَالسِّحْرُ يَنْثُرُ سِحْرَهُ مُتَكَسِّرَا

وَجَبِينُكِ الْفَيَّاحُ يُضْحِي كَوْكَبًا

وَيَضِيعُ فِي ضَوْءِ الْجَبِينِ الْأَبْهَرَا

فَإِذَا تَكَلَّمْتِ الضِّيَاءُ يَزِيدُهُ

نَغَمٌ يُنَاجِي مُسْمِعًا مُتَنَوِّرَا

يَا سَارَةَ الْحُبِّ الْمَلِيكَةِ فِي الدُّنَا

مَنْ ذَا يُضَاهِي حُسْنَكِ الْمُتَقَدِّرَا؟

إِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا الْمَحَاسِنُ جُمْلَةً

فَجَمَالُكِ الْفَتَّانُ كَانَ الْمُقْمِرَا

خُذِي الْفُؤَادَ فَمَا لَهُ فِي حُبِّكُمْ

إِلَّا السُّجُودَ وَأَنْ يَرَاكِ وَيُبْصِرَا