أَيَا سَارَةُ، الْعِطْرُ الَّذِي فِيكِ سِحْرُهُ

يُدَاعِبُنِي، وَالنَّفْسُ بِالشَّوْقِ تَرْتَعُ

فَفِي نَفَحَاتِ الطِّيبِ أَنْفَاسُ وَرْدَةٍ

تُرَاقِصُ رُوحِي، وَالْعَبِيرُ يُوَدَّعُ

كَأَنَّ النَّسِيمَ فِي خُطَاهَا مَزَامِنٌ

وَكُلُّ صَبَاحٍ فِي رُبَاكِ يُقَاطِعُ

إِذَا مَا مَرَرْتِ فِي الدُّرُوبِ تَفُوحُنِي

رَوَائِعُ سِحْرٍ، وَالرَّحِيقُ يُنَافِعُ

وَفِي كُلِّ نَسْمَةٍ مِنْ عِطْرِكِ رِقَّةٌ

تَفُوقُ خَيَالَ الزَّهْرِ حِينَ يُشَارِعُ

وَعِطْرُكِ يَا سَارَةُ لَا يُضَاهِيهِ طِيبٌ

كَأَنَّ اللَّيَالِيَ مِنْ عَبِيرِكِ تُقَارِعُ

بِكُلِّ دَرْبٍ فِي الْحَيَاةِ إِذَا سَرَى

تَرَاقَصَ مِنْ عِشْقِ الْجَمَالِ يُفَارِعُ

فَيَا لَكِ مِنْ أَنْسَامِ طِيبٍ تُضِيئُنِي

كَأَنَّكِ فِي الْأَفْلَاكِ نَجْمٌ يُدَافِعُ

وَفِي كُلِّ خَيْطٍ مِنْ عَبِيرِكِ زَهْرَةٌ

تَفُوحُ بِأَرْجَاءِ الْمَكَانِ وَتَنَابَعُ

وَمَا كُلُّ عِطْرٍ فِي الْحَيَاةِ كَمَا بِهِ

عُطُورُكِ قَدْ فَاقَتْ جَمِيعَ الْمَرَابِعِ

وَيَا سَارَةُ، السِّحْرُ الَّذِي مِنْكِ نَاعِمٌ

يَجُولُ بِقَلْبِي، وَالسَّنَا مِنْهُ يَرْتَعُ

فَيَا مَنْ بِعِطْرِكِ يَا حَبِيبَةُ زَلْزَلْتِ

كَيَانِيَ، وَالْأَنْفَاسُ مِنْهَا تُنَافِعُ

تَسِيرِينَ كَالْأَطْيَابِ فِي كُلِّ دَرْبٍ

فَيُسْكِرُنِي عِطْرٌ لَهُ اللَّيْلُ يَسْبَعُ

كَأَنَّكِ بَدْرٌ بَيْنَ أَنْوَارِ الْعُطُورِ

يُغَنِّي الْهَوَى، وَالرِّيحُ فِيكِ تُقَادِعُ

فَفِي الْعِطْرِ سِحْرٌ لَا يُضَاهِيهِ عَجَبٌ

إِذَا مَرَّ بَيْنَ الْأُفْقِ طَيْفٌ يُفَاجِعُ

وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ أُشَاهِدُ عِطْرَكِ

كَأَنَّ رَبِيعَ الْأَرْضِ فِيكِ يَتَاجِعُ

فَيَا سَارَةُ، الطِّيبُ الَّذِي مِنْكِ بَاهِرٌ

كَأَنَّ الزُّهُورَ فِي الصَّبَاحِ تُرَاقِعُ

وَفِي كُلِّ أَرْكَانِ الْحَيَاةِ تُهَدْهِدِينَ

بِأَنْغَامِ عِطْرٍ نَاعِمٍ يَتَدَافِعُ

وَمَا الْعِطْرُ إِلَّا أَنْفَاسُ حُسْنٍ أَبَدًا

تُلَازِمُنِي، وَالْأَرْضُ مِنْهَا تُبَادِعُ

فَيَا لَيْتَنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ أَعِيشُ فِي

عَبِيرٍ يَفِيضُ مِنْكِ دَوْمًا يُفَاضِعُ

أَيَا سَارَةُ، الْعِطْرُ الَّذِي فِيكِ يَسْكُنُ

قَلْبَ الْعَاشِقِينَ، وَالشَّوْقُ يَتْرَعُ

فَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ أَرَى فِيكِ نِعْمَةً

تَفُوقُ الْوَصْفَ، وَالزَّمَانُ يُبَارِعُ

وَإِنْ غِبْتِ يَوْمًا فَالْعِطْرُ يَحْنُو

يُرَافِقُنِي، وَالرُّوحُ مِنْكِ تُشَاجِعُ

فَيَا سَيِّدَةَ الطِّيبِ، فِيكِ كَمَالُهُ

وَحُسْنُكِ فِي الْأَنْفَاسِ دَوْمًا يُبَارِعُ