غَارَ عَنِّي رَبِيعُ عُمْرِي سُرُعًا

وَغَدَا فِي الْمَدَى يَذُوبُ شُرُعًا

كُلُّ يَوْمٍ يُطْوَى بِخَطْوٍ ثَقِيلٍ

يَسْلُبُ الرُّوحَ، وَالْبَقَاءَ وَجَعًا

يَا لَهْفِي عَلَى لَيَالٍ تَوَانَتْ

فِي لَهْوٍ، أَطْفَأْنَ نُورًا سُطُعًا

وَتَجَاهَلْتُ فِي الْمَسِيرِ مَآلًا

حَيْثُ تُرْجَى الْجِنَانُ دُرًّا لُمُعًا

أَيُّهَا الدَّهْرُ كُفَّ سَيْفَكَ عَنَّا

رُبَّ عَبْدٍ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ طَوْعًا

غَافِرَ الزَّلَّاتِ، أَنْتَ عَظِيمٌ

فَاصْفَحِ الْآنَ وَامْنَحِ الْعُمْرَ رُجْعًا

يَا لِقَلْبِي وَقَدْ تَقَطَّعَ شَوْقًا

لِسَمَاءٍ فِيهَا النَّعِيمُ يَشُعُّا

كَيْفَ أَغْفَلْتُ دَرْبَ رَبِّي طَوِيلًا

وَارْتَضَيْتُ الظَّلَامَ جَهْلًا وَفَزْعًا

كَمْ طَوَتْنِي الْخُطُوبُ حَتَّى تَدَاعَتْ

قُوَّتِي وَاسْتَحَالَ جِسْمِي صَدَعًا

غَيْرَ أَنِّي أَرْجُو رَحِيمًا عَظِيمًا

يَمْحُو الذَّنْبَ إِنْ نَجَأْتُ خُشُعًا

يَا إِلَهِي، إِلَيْكَ أَرْفَعُ كَفِّي

غَافِرَ الزَّلَّاتِ، جُدْ لِي شَفَعًا

فَأَنَا الْعَبْدُ أَرْتَجِيكَ رِضَاكُمْ

وَإِلَيْكَ الْقَلْبُ يَرْتَجِي أَنْ يَرُعَا