الديوان » العراق » فوزي كريم » آخر الغجر

علانا المشيب.
 
ولم تعدْ الريحُ ترعى ضفائرَنا.
 
وأفراسُنا سمُنت.
 
ومراقدُ من ماتَ صارتْ مَزارا!
 
 
 
كلما فاجأتنا رياحُ الهضاب
 
أصَتْنا، كأنا عظامٌ مجوّفة.
 
 
 
ليس يجرؤ ذئبٌ على سحنةِ الليلِ فينا.
 
ولا الشمسُ تدخلُ آبارنا. غير أنا،
 
بذاتِ التواتر، لمْ نُبطلِ النسلَ.
 
 
 
أيها المتحاشون منا اقترابا
 
خفّفوا وطأةَ الحذر.
 
قدْ ترونَ مرابعَنا طللاً وهياكلَ.
 
لسنا ضحايا وباءٍ مضى،
 
ووقودِ حروبٍ جرتْ،
 
بلْ مرايا لكمْ.
 
 
 
نقطعُ الشوطَ لا نقتفي أثرا.
 
أو نحاولُ مجداً وراءَ الخرائبِ مندثرا.
 
ولنا أملٌ أن نحاورَكم.
 
أنْ نحاورَ فيكم فماً لا يكفُّ عن الإبتهالْ،
 
ودماً يتطلَّعُ للشمس، يرقبُ خيطَ الزوالْ
 
في استدارتها حين تغربُ!
 
 
 
هذا سبيلُ الرجوعْ،
 
أيها الساكنون
 
جسدا زائلاً، مثقلاً بمذاقِ الدموعْ.
 
 
 
 
 
24/4/2002

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فوزي كريم

avatar

فوزي كريم

العراق

poet-Fawzi-Karim@

41

قصيدة

3

متابعين

فوزي كريم الطائي (1945 – 17 مايو 2019) شاعر، ورسام، وصحفي عراقي بارز. وُلد في بغداد عام 1945، وتخرّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة بغداد، سنة 1967. عمل مدرسًا ...

المزيد عن فوزي كريم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة