من أي خَرْقٍ يخرجُ الدخانُ
رايةَ أمواتٍ علي الطريقِ
إليكِ يا عامورة ؟
أي شهيدٍ لمْ يعُدْ بعْدُ، ولمْ يُفْسحْ له مكانُ
سواكَ يا صديقي،
في هذه الحديقةِ المهجورَة؟
أعمى وما وحّدني فيكَ نشافُ ريقي
في ظمأ المنفى، فأيَّ ضيقِ
تمنحني
بلادُكَ المقهورَة ؟
2
يا أرضُ يا سيئةَ الطالع،
دخلتُ من جرحِكِ بابَ جنّةٍ
عاريةٍ إلا من الوعيدِ
عمياءَ كالنشيدِ.
مِن أيّ وجهةٍ أتينا، وتُرى لأينْ
نمضي، وأيّ سورة
نقرأ من آياتِكِ المحظورَة؟
3
يا أرضُ، يا أغنيةَ المحكومِ بالإعدام،
يا بِدعةَ الحكّامْ،
يا شَرفَ الشاعرِ إن ماتَ
ويا قرينةَ الخيانة
إن عاشَ، يا سيّدةَ الكلامْ
والصمتِ،
يا سيئةَ الطالع.
4
لمْ أحتكمْ لأحدٍ، لكنّني وضعتُ في قافلةِ المخاوف
رحلي، وغادرتُكِ،
(ظلُّ شاعرٍ علي جدارٍ)
فالرواةُ عبروا، والعرباتُ، وبناةُ السفنِ، الملّونونَ،
الأنهرُ المنسيّةُ، التاريخُ في منحدراتِ اليمِّ،
قتلى الحرب… قمصانٌ، مشردون.
وأنتِ في الوحدةِ عزلاءَ، وفي رأسِكِ تاجُ البطلِ الزائف.
5
لم أكتب الشعرَ علي قِبابك،
ولا علي بابِكِ أوهامي، فأيُّ باب
يأمَلُهُ القانعُ في سؤالهِ عن الجوابْ؟
هل يرتمي في حضنِ قوّادةِ للّيلِ، أو سلطةِ للّيلِ
أو كتابةٍ للّيلِ هذا الشبابْ؟
أطلقُ أحلامي كما أطلقتْ
بريّةُ الوحشةِ كلَّ الذئابْ
وراء هذا الرتلِ عندَ بابِكْ.
يا صهوةَ الغازي إذا ما غَزا
ويا صدي الغرابِ في خرابِكْ،
ولا أكفُّ عنك.
6
تذبُلُ أوراقي ولا أنْشُدُ غيري
إنّني الدِّفلى ابنةُ الطّينِ،
وهذا قدرُ الدِّفلى.
فوزي كريم الطائي (1945 – 17 مايو 2019)
شاعر، ورسام، وصحفي عراقي بارز. وُلد في بغداد عام 1945، وتخرّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة بغداد، سنة 1967. عمل مدرسًا ...