ساءلتُ دمَ الثوّارِ عنِ الثورَة، وسألتُ الثورةَ عن جسَدٍ يطفو في الماءْ، عن عُشبٍ يغرقُ في رملِ الصحراءْ، عن بلدي الصامتِ في وجهِ الأعداء، عنْ كلِّ دم آخر… …ساءلتُ خُطي الهجرةِ عن بيتي، عنْ دمعةِ وجهٍ غادرَ وجهي، عنْ إصبعي المسحوبِ من الأخطاءْ. ورأيتُ دمَ الثوّارِ علي ورقِ الثَّورة ورأيتُ الثورةَ سِفْراً يحمل ثبْتَ الأسماءْ. نشَّرْتُ شراعَ الزورقِ، حينئذٍ وتركتُ يدي للريحِ. و حينَئذٍ وقَعتْ فوقعْتُ، وغرقِتُ أنا والزورَقُ في الماءْ.
2
بينَ الصامتِ والصامدِ ضاعَ الوجهُ انقلبَ الوجهُ تَغيَّر… يا وطني لا تمسحْ رملَ الصحراءِ عن المُدنِ المسحورةِ بالصحراءْ.
3
رأيتُه استقرَّ واستَسْقي من بيِتنا الخبزَ وبئرَ الماءْ ـ والبئرُ في قربتنا نجمةٌ يُخفي بها العاشِقُ أحزانَه ـ حتى إذا سقيتُه في يدي وفاضَ منه الماءْ، رأيتُ بئرَ الماءِ في عيونِهِ مُلْقى. رأيتُ أْحزاني على بابهِ تلهثُ، تسْتَسْقي، ولا تُسْقى.
فوزي كريم الطائي (1945 – 17 مايو 2019)
شاعر، ورسام، وصحفي عراقي بارز. وُلد في بغداد عام 1945، وتخرّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة بغداد، سنة 1967. عمل مدرسًا ...