الديوان » العصر المملوكي » ابن الوردي » عجبت لشيء كل شيء يهابه

عدد الابيات : 14

طباعة

عجبتُ لشيءٍ كلُّ شيءٍ يهابُهُ

وكمْ فيهِ مِنْ نفعٍ عظيمٍ ومِنْ ضررْ

لهُ وجنةٌ محمرَّةٌ وذوائبٌ

طوالٌ وعنقٌ لا يلابُسُهُ قصرْ

وسعيٌ بلا رجلٍ وبطشٌ بلا يدٍ

وحقدٌ بلا قلبٍ وأكْلٌ بلا ثغرْ

لهُ فردُ عينٍ في وجوهٍ كثيرةٍ

ومِنْ عجبٍ أنْ ليسَ يوصفُ بالعورْ

لهُ نقطةٌ سوداءُ مِنْ فوقِ رأسِهِ

وهذا لعمري حليةُ الحيَّةِ الذكَرْ

وسرَّتُهُ بالمعنيين كنخلةٍ

سحوقٍ وخيرُ اللغزِ ما حيَّرَ الفكرْ

تراهُ نهاراً كالبعوضةِ خسَّةً

وبالليلِ كالطودِ الذي طالَ واشمخرْ

على أنَّهُ حامي الحمى ويضيعُ مَنْ

يجاورُهُ هذان ضدانِ في النظرْ

يعجُّ ويُبدي أنَّةً وتحرُّقاً

على أهلِهِ حتى يلينَ لهُ الحجرْ

إذا أبدلوا بالباءِ حرفَ ختامِهِ

ترى اسماً وفعلاً ثم حرفاً له وبرْ

وتصحيفُهُ يا أيها العدلُ جارحٌ

فإياكَ منهُ فَهْوَ كالوخزِ بالإبرْ

وإنَّ لهُ ضداً هوَ الخلدُ فاعجبوا

لخلْدٍ لهُ عينانِ فَهْوَ منَ العبَرْ

إذا لم تجدْ في جنةِ الخلدِ حلةً

فحذركَ يا مسكينُ تلقاهُ في سقرْ

فيا ناظراً في اللغزِ لو رمتَ كشفَهُ

رجعْتَ إلى القولِ الذي قالَهُ عمرْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الوردي

avatar

ابن الوردي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-alwardi@

1232

قصيدة

5

الاقتباسات

191

متابعين

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي. شاعر، أديب، مؤرخ. ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب. ...

المزيد عن ابن الوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة