الديوان » العصر المملوكي » ابن الوردي » أيا علو دمع العين يغني عن الورد

عدد الابيات : 23

طباعة

أيا عَلْو دمعُ العينِ يغني عن الورد

وبحرُ غرامي مالَهُ فيكَ مِنْ حدِّ

ليهنكِ بلبالي عليكِ ورقتي

إليكِ كما قلبي لديكِ على البعدِ

وإني مقيمٌ لا أغيِّرُ مَوْثِقاً

وإنْ أنتِ غَيَّرْتِ المواثق مِنْ بعدِ

وإنكِ حزتِ الحسنَ وحدكِ كلَّهِ

وإني حزتُ الحزنَ أجمعَهُ وحدي

إذا لامني العُذَّالُ أخفيتُ مدمعي

وأبديْتُ صبراً لمْ يكنْ بعضُهُ عندي

أموِّهُ عنها ما استطعتُ بغيرها

وأطرقُ حيناً لا أعيدُ ولا أُبدي

فلي ظاهرُ الخالي السليمِ من الهوى

ولي باطنُ العاني الحزينِ وذي الفقدِ

أرى السائلَ المحرومَ من فيضِ أدمعي

وذاكَ الدمَ المسفوحَ يا ليتهُ يُجدي

أغارُ على أهلِ الغويرِ لأجلها

وأحجمُ عن سلعٍ ووصفِ ربي نجدِ

وأنفرُ عن علمِ الكلامِ لثغرها

لئلا أورِّي عنهُ بالجوهرِ الفردِ

وأحمي الحمى عنْ ذكرِهِ معْ صبابتي

وأعْرِضُ معْ شوقي عن الشيحِ والرندِ

ولم أستطعْ حملَ النسيمِ رسالتي

مخافةَ رجعاه برائحةِ الندِ

أخافُ عليها من عشيرتها التي

بها كل صنديدٍ يرى الموتَ كالشهدِ

أيا عَلْوَ لي ودٌّ كوجهِكِ في السنا

ولكنَّ حظي مثلُ فاحمِكِ الجعْدِ

سألتكِ مهما رمت إهداءَ طرفةٍ

إليَّ فغيرَ الطيفِ باللهِ لا تُهدي

وكيف يزورُ الطيفُ مَنْ هوَ ساهرٌ

رقيقُ الحواشي يتبعُ الوجدَ بالوجدِ

سلي النجمَ عن حالي يُخَبِّرْك لوعتي

وما أنا فيه مِنْ بكاءٍ ومنْ سهدِ

لئنْ جرتِ يا علوى وقدُّكِ عادلٌ

فواعجبا للجائرِ العادلِ القدِّ

فلا تخلفيني ما وعدتِ فإنني

أرى أن خُلْفَ الوعدِ من خلقِ الوغدِ

أهمُّ ولي بعد على بسطِ ما جرى

ولمْ رمتِ تعذيبي وما سببُ الصدِّ

فأضمرُ سلواناً فيحضرُكِ الهوى

مَصَوَّرَةً لي يا نُويْقِضَةَ العهدِ

فيشفعُ فيك الحسنُ والحسنُ شافعٌ

فأغضي حياءً أنْ يواجهَ بالردِّ

وليسَ حياءُ الوجهِ في الذئبِ شيمةً

ولكنها مِنْ شيمةِ الأسدِ الوردِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الوردي

avatar

ابن الوردي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-alwardi@

1232

قصيدة

5

الاقتباسات

189

متابعين

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي. شاعر، أديب، مؤرخ. ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب. ...

المزيد عن ابن الوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة