الديوان » العصر الايوبي » ابن الساعاتي » لو ألمت فأباحتني لما لها

عدد الابيات : 60

طباعة

لو ألمَّت فأباحتني لما لها

لشفت غلَّة قلبي شفتاها

ضحكت خنساءُ يومَ المنحنى

من ولوعي وبكى لي عاذلاها

أيُّها اللاحي عداني صبرهُ

لا تسل ما فعلت بي مقلتاها

كتم الفرعُ سرى أشباحها

إنما صبحُ ثناياها ثناها

فسقى الأشباه دمعي والحيا

قدّها والغصنَ والبرقَ وفاها

طرقت تسألني كيف الهوى

وبدور التمّ في الليل سراها

ففداها ما أباحت من دمي

وتباريح الأسى قولي فداها

ضمنت ريقتها بردَ المنى

وحوت نارَ غرامي وجنتاها

فهي في الضدّين سخطٌ ورضى

عفوها يرجى كما يخشى سطاها

بأبي هندٌ فأيام الصّبا

وربى نجدٍ وأنفاس صباها

في سبيل الحبّ دمعي والضَّنا

ودمي لو رضيتْ عني دماها

يا أخلاَّي وأن شطَّ بنا

حادثُ الأيَّام عنكم وثناها

حبَّذا غاديةٌ شاميةٌ

حملت عنكم إلى النفس مناها

ما حداها الرعدُ إلاَّ قصَرتْ

شقّةَ الفسطاس ممدودُ خطاها

وجد القطرَ سهاماً فرمى

ومن البرق سيوفاً فانتضاها

فأصابت مقلةً داميةً

وفؤاداً طال فيكم ما أتقاها

نقلت عنكم أحاديث الصّبا

فأقرّ الله عينى من وعاها

بلَّغت عنكم شفاها حبَّذا

حبَّذا ما بلغت عنكم شفاها

لا تلم عيني على طول البكا

كيف لا تدمع والبينُ قذاها

وقليبُ القلب ما زال بهِ

فاتحاً إنسانها حتى أماها

طال ليلي طول وجدي بكمُ

فزماني ليلةٌ مات ضحاها

لو يسير الطيف في أثنائهِ

وهو لطيفُ أو النجمُ لتاها

ما على ما طل دينى ولو قضى

وعلى قاتل نفسي لو وداها

فقرها إلاَّ إليكم مشتهى

وجميلٌ عنكمُ إلاَّ غناها

وجدت من نأيكم ما وجدت

فإلى عالمِ بثي مشتكاها

قسماً ما بقيت عن سلوةٍ

إنما يحمل عنها من بلاها

أمر الدهرُ عليها ونهى

يأمر الحرصُ بما ينهى نهاها

دعوة الشوق لكم مسموعةٌ

فإذا ما هتفت كنتَ صداها

يا أبا اليمنِ وهل منقبةٌ

خطبت قطّ فما كنت أباها

يا وحيدَ الأرض لا مستثنياً

ولبدر ألتم فضلٌ لا يضاهى

بكَ عزَّ الفضلُ والدهرُ معاً

وبنى العلياءِ واشتد غماها

لك نفسٌ لم تمتها غايةٌ

في المعالي أعجزَ الناس مطاها

فإذا الأدناس كانت نصعتْ

وإذا كان الخنا اعتنَّ نقاها

من سواهُ من إذا لذنا بهِ

أقرأَ العصبة منَّا وقراها

جاد بالعلم وثنَّى بالنهى

ثمَّ وإلى فحبا ما لا وجاها

فهوَ البشرى أو الماءُ الرَّوا

يرد الأسماعَ أو يلقى الشفاها

ما أناس تخذوا النقع دُّجى

في الوغى والأنجمَ الزُّهر قناها

فبها عن بيضة الإسلام كم

فلّ من جيشٍ وما فلّ شباها

الغزيرون علوماً وندىً

والمنيرون وجوهاً وجباها

قسماً بالشُّمّ من آبائهِ

ما اصطباري عنهُ طوعاً بل كراها

أجدُ المصرَ إذا غاب قوى

وأرى في الناس حاشاه اشتباها

ومتى قال امروء أنَّ لهُ

ثانياً في نبله قال سفاها

أصبحت جلقُ مسكاً تربها

تحت أقدامك والدرُّ حصاها

واللجين المحضُ من منبتهِ

بثرى دارك لو ذاب مياها

فهيَ الجنَّةُ راقت مجتلىٍ

ودنا من كلّ باغٍ مجتناها

ضحك البرقُ لها سافرةً

حينَ حلَّت أدمعُ الغيث حباها

وتهادى دوحها لمَّا شدا

مطرب القمريِّ وأخضلَّ ثراها

مائساتٌ كالدُّمى في الحلل الـ

ـخضر تيهاً ومن الزُّهر حلاها

لذّ وأديها بعيني مثلما

شغفاً قلبي المعنَّى شرفاها

ليَ عند البرق والريح إلى

تاجها مألكة لو بلَّغاها

وهو البحر فراتاً فإذا

رمتُ أن أدعو لها قلت سقاها

نظر الله إلى جيرونها

وهيَ الوهد وقد طالت رباها

وإلى ديماسها وهو الدجى

فغدا شمسَ ضحى عمَّ سناها

أظلمت صبحاً فلو طيفُ الكرى

في دجى بعدك أسرى ما اهتداها

لم تكن غيرَ مواتٍ سحبت

فوقها السَّحبُ فأحياها حياها

فعلى باب البريد المشتهى

وحشةٌ لو حاز نطقاً لشكاها

ولقد أنضاهُ بينٌ بزهُ

بك أثواباً من الحسن نضاها

تسعد الأرض وتشقى حقبةً

وكذا الدنيا توالى حالتاها

ولئن عشتُ ومدَّت مدَّةٌ

لم يفتني شيخها لا بل فتاها

أن تفز عيسي فواها للسُّرى

أو يعقها عائقٌ عنهُ فآها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الساعاتي

avatar

ابن الساعاتي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-abn-alsaati@

519

قصيدة

6

الاقتباسات

37

متابعين

ابن الساعاتي (553 هـ - رمضان 640 هـ) هو أبو الحسن على بن محمد بن رستم بن هَرذوز المعروف بابن الساعاتى، الملقب بهاء الدين، الخراساني ثم الدمشقي، كان شاعراً مشهوراً، ...

المزيد عن ابن الساعاتي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة