الديوان » العصر العثماني » عبد الغني النابلسي » أيها الطالب النجاة أتاكا

عدد الابيات : 23

طباعة

أيها الطالب النجاة أتاكا

قول حق فخل عنك الهلاكا

إنني كاشف لك السر فاسمع

سر رب قد اختفى عن حجاكا

خلق الله أولاً عالم الرو

ح وما كان من مكان هناكا

لا ولا كان من زمان فحقق

ما أشرنا له بلغت مناكا

ثم من بعده المقادير جاءت

بِمَكانٍ مع الزمانِ ابتداكا

وابتداء المقدار عرشٌ محيطٌ

هو جسم ولا يطيق حراكا

ثم فيه من روحه كان نفخ

من إلهٍ في غيبه لا يُحاكى

فاقتضى إذ تَحَرُّكاً وسكوناً

فأدار النجوم والأفلاكا

ثم إن النجوم حرك فيها

ذلك النفخ عندها الإدراكا

فتسمَّت أرواحها بعقول

عند قوم وليس هذا بذاكا

إنما العقل كاللسان لروح

وبه النفخ أمر رب حباكا

ثم بالنفخ كان مزج أصول

أربع واسمه المزاج اصطكاكا

فبدت أربع المواليد منها

كيف ما شاء ربهن انسباكا

فهو في الغيب ربنا جل رباً

وهو في الكون أمره لا انفكاكا

فهو من فوق عرشه لا مكان

هو فيه إذ لا مكان هناكا

وله الإستوا على العرش حقاً

وهو للكل ممسكٌ أمساكا

إن هذا المعنى الذي قال عنه

إنه فوق عرشه لا عداكا

فاعرف الآن منك نفساً تجدها

أمرَ ربٍّ وخلقَ أمرٍ أتاكا

واعتبر في الوجود علواً وسفلاً

ما ذكرناه واترك الإشراكا

وتحقق به تجده قريباً

لك وافهم به لينطق فاكا

ولِتَبقى به له ولِتَفنى

عن سواه ولا تراه سواكا

وهو باق على الذي هو فيه

أزلاً ليس ما سواه اشتراكا

عز ربي وجل عن كل شيءٍ

وتعالى يدبِّر الأملاكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الغني النابلسي

avatar

عبد الغني النابلسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-abd-al-ghani-al-nabulsi@

967

قصيدة

1

الاقتباسات

137

متابعين

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي. شاعر، عالم بالدين والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف. ولد ونشأ في دمشق. ورحل إلى بغداد، وعاد إلى سورية، فتنقل في فلسطين ولبنان، وسافر ...

المزيد عن عبد الغني النابلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة