الديوان » العصر المملوكي » صفي الدين الحلي » عذل العواذل في هواك مضيع

عدد الابيات : 28

طباعة

عَذلُ العَواذِلِ في هَواكَ مُضَيَّعُ

هَب أَنَّهُم عَذَلوا فَمَن ذا يَسمَعُ

عَذَلوا وَلَو عَدَلوا بِأَربابِ الهَوى

ما حاوَلوا ما لَيسَ فيهِ مَطمَعُ

عَلِموا بِأَنَّكَ هاجِري فَتَوَهَّموا

أَنّي لِذَلِكَ بِالمَلامَةِ أُردَعُ

عَدّوا صِفاتِكَ فَاِنثَنَيتُ بِلَومِهِم

وَاللَومُ فيهِ ما يَضُرُّ وَيَنفَعُ

عَذَّبتَ بِالهِجرانِ صَبّاً ما لَهُ

حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّعُ

عارٌ يُناديهِ الهَوى فَيُجيبُهُ

طَوعاً وَيَدعوهُ الغَرامُ فَيَسمَعُ

عَينٌ تَنامُ إِذا هَجَرتَ لَعَلَّها

بِخَيالِ طَيفِكَ في المَنامِ تُمَتَّعُ

عَطفُ الخَيالِ بِأَن يُلِمَّ فَإِنَّني

أَرضى بِإِلمامِ الخَيالِ وَأَقنَعُ

عَجَباً لَهُ يَسخو وَيَسطو نائِياً

عَنّي وَيَمنَحُني الوِصالَ وَيَمنَعُ

عُد بِالجَميلِ كَما عَهِدتُ فَإِنَّهُ

لَم يَبقَ في قَوسِ التَصَبُّرِ مَنزَعُ

عَسفاً صَبَرتُ عَلى هَواكَ لِأَنَّني

إِن لَم أَلُذ بِالصَبرِ ماذا أَصنَعُ

عَلَّ الزَمانَ يَرُدُّ أَيّامَ الرِضى

أَو أَنَّ ساعاتِ التَواصُلِ تَرجِعُ

عَزَّ الشَفيعُ إِلى الزَمانِ وَإِنَّني

بِسِوى يَدِ المَنصورِ لا أَتَشَفَّعُ

عَلَمٌ لَنا مِنهُ الخِلافَةُ مَنصِبٌ

نَجمٌ لَهُ أُفُقُ المَعالي مَطلَعُ

عَضُدٌ لِوا الإِسلامِ مَشدودٌ بِهِ

رُكنٌ لِدينِ اللَهِ لا يَتَزَعزَعُ

عَبلٌ إِذا لاقى العُداةَ بِمَعرَكٍ

سِيّانِ مِنهُم حاسِرٌ وَمُدَرَّعُ

عَذبٌ مَريرٌ عابِسٌ مُتَبَسِّمٌ

ناءٍ قَريبٌ مُبطِئٌ مُتَرَعرِعُ

عالي المَراتِبِ تَخضَعُ الدُنيا لَهُ

طَوعاً وَتَحسُدُهُ النُجومُ الطُلَّعُ

عُهِدَت يَداهُ بِالسَماحِ فَأَصبَحَت

تَرجو مَواهِبَهُ الخَلائِقُ أَجمَعُ

عَلَمَ الخَلائِقَ مِن نَداهُ بِوابِلٍ

غَدِقٍ سَحائِبُ جودِهِ لا تُقطَعُ

عَبِقَ الثَناءُ فَفَرَّقَت أَموالَهُ

كَفٌّ لِشَملٍ بِالسَماحِ تُجَمَّعُ

عَجِلَت يَداهُ عَلى عِداهُ بِصارِمٍ

بَرقُ المَنِيَّةِ مِن سَناهُ يَلمَعُ

عَضبٌ إِذا ما قامَ يَوماً خاطِباً

فَاِلهامُ تَسجُدُ وَالجَماجِمُ تَركَعُ

عَطشانُ مِن طولِ الضِرابِ وَإِنَّهُ

بِسِوى الدِماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ

عَصَفَت رِياحُ المَوتِ مِن شَفَراتِهِ

فَتَكَلَّمَت فيهِ الطِباعُ الأَربَعُ

عَلِقَت يَدي بِكَ يا أَبا الفَتحِ الَّذي

نَصرُ الأَنامِ عَلى عُلاهُ أَجمَعُ

عِلماً بِأَنَّ الجودَ فيكَ صَنيعَةٌ

طَبعٌ وَذَلِكَ في سِواكَ تَطَبَّعُ

عِش في نَعيمٍ لا يُنَقَّلُ ظِلُّهُ

وَعُلىً يَذِلُّ بِها الزَمانُ وَيَخضَعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صفي الدين الحلي

avatar

صفي الدين الحلي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-safi-al-din-al-hilli@

899

قصيدة

10

الاقتباسات

352

متابعين

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي. شاعر عصره. ولد ونشأ في الحلة (بين الكوفة وبغداد) واشتغل بالتجارة، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها، في تجارته، ...

المزيد عن صفي الدين الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة