الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » جاء الربيع وورد الرمان

عدد الابيات : 45

طباعة

جاء الربيع وورّد الرمان

فكأنما شبت به النيران

ما اجمل الليمون يحكى غادة

جلبابها بلآلئ مزدان

لولا علاقات هنالك جمة

للحب لم تتعانق الاغصان

ولقد تفرد كالعروس بقامة

هيفاء بين المورقات البان

يا دوح لا تقفن دون السير في

وجه النسيم فانه عجلان

خلب الربيع بحسنه البابنا

ان الربيع لساحر فتان

في شرخ نيسان الجميل تفتحت

ازهاره يا حبذا نيسان

وكأنما في كل ارض جنة

تنبثّ فيها الحور والولدان

او مرقص للهو في قاعاته

تتخاصر الفتيات والفتيان

حسن الربيع بزهره فكأنما

خلعت عليه جمالها الازمان

أهو الخزام الى جوار شقيقه

ام لؤلؤ في جنبه مرجان

الورد لا تقطفه من افنانه

فاخاف ان تتألم الافنان

انظر اليه من قريب يبتسم

لك وابتسامات الحسان حسان

قد اخرجت للناس زخرفها الثرى

والسهل والآكام والوهدان

وكأنما في كل ارض عصبة

للحسن فوق رؤوسها تيجان

الشيح والقيصوم والجوريّ و

الخيريّ والنسرين والحوذان

متجمعات في منابتها معاً

فكأنهن عرائس اخدان

تلقى العرائس ثم لا تدري لمن

منها على اخواتها الرجحان

في الروض ازهار الربيع بناته

اما البنات فانهن حسان

حي الجمال فانه إما بدا

فله على كل امرئ سلطان

وكأنما زهر الربيع قصيدة

منثورة والسوسن العنوان

والجلنار كأنه الياقوت قد

حملته فوق زبرجد قضبان

والاقحوانة ثغرها متبسم

ابداً كما يتبسم الجذلان

يلوى البنفسج جيده فكأنه

بين الازاهر وحده وسنان

حمل الشقيق الى العرار بكفه

قدحا ومال كأنه نشوان

والنرجس الفياح تنظر عينه

شزراً اليه كأنه حردان

والياسمين من الصبا اذ اجهزت

يرجو الامان وما هناك امان

وارى الكنار معاتباً في حدة

للياسمين كأنه غيران

صحح ذهابك يا كنار ولا تغر

فالياسمين من الحسان حصان

والورد من جذب النسيم تشققت

منه الجبوب الخضر والاردان

في الليل قد ادجى اذا برق بدا

شهق الهزار وزغرد الكروان

الليل ساج بالدجى متجلبب

اما النهار فانه عريان

والليل ذو شكّ وان صباحه

لعلي فساد شكوكه برهان

دنيا كما تهوى النفوس جميلة

لو كان ذا ذوق بها الانسان

حبسته عن لذاته اوهامه

فهو السجين النكد والسجان

الطير فوق الدوح يخطب ثائراً

فيرج منه المنبر الفينان

ما عندليب الروض الا شاعر

في كل مورقة له ديوان

كل الازاهر حين يبدو اعين

واذا شدا فجميعها آذان

غرد يبدل نغمة من نغمة

وكذلكم يتفنن الفنان

هتفت فانصتت الطيور لصوتها

ورقاء تخفى جسمها الافنان

في جنة غناء تحت نخيلها

قد نور الليمون والرمان

البلبل الصيداح موسيقارها

فاذا شدا خرت له الاذقان

يشدو بالحان على مخضرة

غرداً فتطرب تلكم الالحان

وترنمت فوق الغدير جميلة

عصفورة اوطانها الغدران

تبدو هنالك او هنا فكأنها

طيف به لا يستقر مكان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة