الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » أفي كل يوم لي حميم أفارقه

عدد الابيات : 21

طباعة

أفي كلّ يومٍ لي حميمٌ أفارقُهُ

وخِلٌّ نآنِي ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ

ومُضطجِعٌ في ريبِ دهرٍ مُسَلَّطٍ

تُطالعني في كلّ فجٍّ طوارقُهْ

ومُلتَفِتٌ في إثْرِ ماضٍ مُغَرِّبٍ

تراماهُ أجراعُ الرّدى وأبارقُهْ

فثَلْمٌ على ثَلْمٍ وزُرْءٌ مضاعفٌ

على فتقِ رُزْءٍ ضلّ بالدّهرِ راتقُهْ

مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشّمسِ لم تُنِرْ

وَبالبدر لم تُمْدَدْ بليلٍ سُرادِقُهْ

فمُعْتَبَطٌ خولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ

تلبّث حتّى خِلتنِي لا أُفارقُهْ

تجافَى الرّدى عنه فلمّا أمِنْتُهُ

سقانِيَ فيه مُرَّ ما أنا ذائِقُهْ

فسُرَّ به قلبي فغال مسَرَّتِي

زمانٌ ظلومٌ للسّرورِ يسارقُهْ

أرى يومَه يومي وأشعرُ فقدَه

بأنّي وإنْ طال التّلَوُّمُ لاحقُهْ

وكم صاحبٍ عُلِّقْتُهُ فتقطّعَتْ

بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ

وكيف صفاءُ العيش للمرء بعدما

تغيّبَ عنه رَهْطُهُ وأصادِقُهْ

فللّهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيّةً

خبِيئةَ بيتٍ لا يرى السّوءَ طارقُهْ

على الكرمِ الفَضْفاضِ لُطَّتْ ستورُهُ

وبالبرِّ والمعروفِ سُدَّتْ مخارقُهْ

وَليسَ بهِ إلّا العفافُ وما اِنطَوَتْ

على غير ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ

قيامُ سوادِ اللّيل يَندى ظلامُهُ

وصومُ بياضِ اليومِ تُحمى ودائِقُهْ

فدَتْني كما شاءتْ وما شئتُ أنّها

فَدَتْنِي ولا كانَ الّذي حُمَّ سابقُهْ

وَلَو أَنّني أَنصَفتُها من رعايتي

وقابلتُه رُزءاً بما هو لائقُهْ

لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرّدى

تصابحه حزناً لها وتغابقُهْ

سقى جَدَثاً أصبحت فيه مُجَلْجلٌ

رواعدُهُ ما تنجلي وبوارقُهْ

يُطيحُ الصَّدا الدّفَّاعُ منه وتَرْتوي

مغاربُهُ من فيضه ومشارقُهْ

لئِن غبتِ عن عيني فربّ مُغيَّبٍ

يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة