الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » ما تم وشك البين حتى تيما

عدد الابيات : 31

طباعة

ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما

وأعادَ عِرفانَ السُّلُوِّ تَوَهُّما

فعَلامَ يَعْصِي الشَّوقَ مُشتاقٌ غَدا

طَوْعَ الصَّبابَةِ أو يُطيعَ اللُّوَّما

يا دارُ لو تَرَكوا الفؤادَ مُسَلَّماً

من حُبِّهِم ما عُجْتُ فيكِ مُسلِّما

بل لو أطاعَ اللَّومَ فيكِ مُتَيَّمٌ

ما كانَ فيكِ على الهَوى مُتَلَوِّما

لم يَبْكِ من حَذَرِ الوُشاةِ وطالما

وَشَّى بأَدْمُعِه رُباكِ ونَمنَما

أيامَ يَنأى القلبُ من حُرَقِ الهَوى

فإذا دَنَتْ منه خِيامُكِ خَيَّما

ما شيَّعَتْهُ بدَمْعِها مُقَلُ الدُّمَى

إلا وقد أبكَيْنَ مُقلَتَه دَما

قُضْبٌ تَميلُ فتستَميلُ متَيَّماً

ونواظِرٌ تَسجُو فتَشجُو مُغرَما

ومَهاً تُريكَ اللَّيلَ صُبْحاً مُشْرِقاً

بجمالِها والصُّبحَ ليلاً مُظْلِما

لمّا بَدا وجدي وكان مُكتَّماً

أَبْدَيْنَ وَجْداً كان فيَّ مُكَتَّما

ونَشَرْنَ مَطْوِيَّ المحاسنِ للنَّوى

فَأرَيْننا عُرْساً بذاك ومَأتَما

شرفاً بني فَهْدِ بنِ أحمَدَ إنَّكم

أوفى الملوكِ سماحةً وتكرُّما

حَكَّمْتُمُ المعروفَ في أموالِكُمْ

والخوفَ في أعدائِكُم فَتَحَكَّما

وعَلِمْتُمُ أنَّ المَكارِمَ رُتبَةٌ

مَن نالَها كانَ الكريمَ المُعلَما

فحذَتْ بها صِيدُ المُلوكِ وفاخَرتْ

بأبي الفوارسِ فانتَمَتْ حيثُ انتَمَى

بمُشَهَّرٍ في الجُودِ يَظْلِمُ مالَه

بنَوالِه فلو استطاعَ تَظَلَّما

ومُقَدَّمٍ جارَى الملوكَ إلى العُلى

فتأخَّرُوا عن شأوِهِ وتقدَّما

بأسٌ كَصَرْفِ الدَّهرِ أشرفَ فاعتدَى

وندىً كَصَوْبِ المُزْنِ صُوِّبَ فانهمَى

وإذا ارتدى بالسَّيفِ خَفَّ مَضاؤُه

وإذا ارتدى بالحِلمِ كان يَرَمْرَما

وإذا وَعى مدحاً تَبَسَّمَ ضاحِكاً

واهتزَّ كالرّمحِ انثَنى وتَقَوَّما

أَعدى الزَّمانَ صَنيعةً فأعادَه

جَذلانَ بعدَ عُبوسِه مُتَبَسِّما

وغدا أحقَّ بلُبْسِ أثوابِ العُلَى

والمَجدُ قد تركَ المُهنَّدَ مُحْرِما

فَلْيَهْنَه البُرْءُ الذي أبرى النَّدى

من دائِه وأراه سَعْداً مُنْجِما

وقَصائدٍ يُهدْي إليكَ بِقَصْدِها

فَرَحاً يَكونُ إلى السَّلامَةِ سُلَّما

يا أيها الملكُ الذي حازَ العُلى

لمّا تَقَسَّمَها الملوكُ تَقَسُّما

ألحقْتَ بي في الشِّعْرِ خِدْنَيْ لُكْنَةٍ

بَكَرا ورَاحا في البَلادَةِ تَوأَما

وأنا الذي دَبَّجْتُ لمّا ثَبَّجَا

وعُرِفْتُ بالإفْصاحِ لمّا استعجَما

أثريتُ في الشّرفِ القديمِ وأَعدَما

ونَطَقْتُ بالمَدْحِ الرَّصينِ وأُفْحِما

هذا ومَنْ أخَّرْتَ كان مُؤخَّراً

منا ومَنْ قدَّمْتَ كان مُقَدَّما

ما الناسُ إلا شاكراً لكَ نِعْمةً

جادَتْ يداك بها فجادَ وأنعَما

أو مادحاً وجدَ المديحَ مُسَيَّراً

ورأى الكلامَ مُصَدَّقاً فتكلَّما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة