الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » يأبى إذا خطر العقيق بباله

عدد الابيات : 42

طباعة

يَأبَى إذا خَطَرَ العقيقُ ببالِه

إلا اطَّراحَ العَذلِ من عُذَّالِه

قَسَمَ الدّموعَ على المنازلِ عالماً

أنّ الجوى فيهِنَّ من أنذالِه

وَهُوَ الكَثِيبُ تلاعَبت أيدي النَّوى

بكثيِبهِ وقضيبِه وهِلالِه

رَاحُوا به واللّحظُ يقدَحُ جُرأةً

فَيكُرُّ بين حُجولِه وحِجالِه

والشَّوقُ ينثُرُ دمعَه في خَدِّهِ

فيقَرُّ أو يَجري على جِريالِه

يادارُ جادَ بها الفِراقُ جَمالَها

فغدا وراحَ على ظُهورِ جِمالِه

ما بالُ رِيمِكِ لا يُتاحُ لِقاؤُه

لمُحبِّه إلا غداةَ زِيالِه

فسُقِيتِ رَجعَ حُدوجِه وسقَى الحيا

محتلَّهُ وسُقيتُ عَودَ وِصالِه

ورقيقةٍ كالآلِ نادمني بها

كِسرى فرُحتُ كأنَّني من آلِه

ألقَاه إمَّا حَاسِراً لصَبوحِه

فيها وإمَّا دارعاً لقِتالِه

وأراه ساقَ لنا أداةَ شَمولِه

مجموعةً بيمينِه وشِمالِه

أو نابِلاً لمّا تَكامَلَ نَزعُه

لم تتَّصل أغراضُه بِنبالِه

أتُراه صانَ عن الرَّمِيَّةِ سَهمَه

أم رأفةٌ مَنَعته عن إِرسالِه

عصرٌ مَزَجتُ شَمائلي بشَمولِه

وظِلالُه ممزوجةٌ بشَمالِه

حتَّى حَسِبتُ الوَردَ من أشجارِه

عَبِقاً أو الرَّيحانَ من آصالِه

وكأنيي لمّا ارتديتُ ظِلالَه

جارُ الوزيرِ المُرتدي بظِلالِه

الواترِ الأموالِ يومَ عَطائِه

والنافضِ الأوتارِ يومَ نِزالِه

مَلِكٌ تُحاذرُه الملوكُ فمُمسِكٌ

بحبالِه أو هالكٌ بِصِيالِه

أموالُه في السِّلمِ من أنفالِها

ونفوسُها في الحربِ من أنفالِه

صُقِلَ الزمانُ فعادَ في أيامِه

كالبُردِ في تفويفِه وصِقالِه

إن كنتَ تشتاقُ الحِمامَ فعادِه

أو كنتَ تختارُ الحياةَ فوالِه

يُعطِيك ما يُعطيه كرُّ جيادِه

وشَبا أَسِنَّته وحَدُّ نِصالِه

حملَ القنَا فاهتزَّ في مُهتزِّهِ

طرَباً له واختالَ في مُختالِه

فأَرى العدوَّ نقيصةً في عُمرهِ

وأرَى الصديقَ زيادةً في حالِه

بوقائعٍ للبأسِ في أعدائه

ووقائعِ للجود في أمواله

عَذَلوه في الجَدوَى وَمن يَثنِي الحيا

أم من يَسُدُّ عليه طُرْقَ سِجالِه

متشابهُ الطَّرَفينِ أصبحَ عمُّه

في ذُورةٍ لم تَعْدُ ذُروةَ خالِه

شرفٌ أطالَ قَنا المُهَلَّبِ سَمْكَه

حتَى أظلَّ وعمَّ في إظلالِه

فإذا بدَت زُهْرُ الكواكبِ حولَه

كانَت عمائمُهنَّ من أذيالِه

راحَ المُغِيرةُ وهو من أجوادِه

وغَدا قُبَيصةُ وهو من أبطالِه

راح المغيرة وهو من أجواده

وغدا قبيصة وهو من أبطاله

غارَت صدورُ رِماحِكم بصُدورِه

والناسُ مشترِكون في أَكفالِه

أما السَّماحُ فقد تبسَّمَ نَوْرُه

بعدَ الذّبولِ وعادَ نُورُ ذُبالِه

أطلقْتَ من أغلالِه وشَفَيتَ من

أَعلاِله وفتحتَ من أقفالِه

إنَّ الوزيرَ دَعا إلى غَمرِ النَّدى

من كان موقوفاً على أوشالِه

أُثني عليه ثناءَ رَوضً هَزَّه

سَيلُ الحيا فاهتزَّ في إسبالِه

واقولُ للسَّاعي ليُدرِكَ شأوَه

أنتَ الجوادُ ولستَ من أشكالِه

كَمَلَتْ مَناقُبه فلو زادَ امرؤٌ

بعدَ الكمالِ لزادَ بعدَ كمالِه

وغَدَت خَلائقُه أحَقَّ بمنطِقي

فمزَجتُ صفوَ زُلالِها بزُلالِه

أُهدي له ما رَقَّ من أفوافِه

وأُبيحُه ما رَقَّ من سَلسالِه

ويقولُ لي قومٌ فَضَلْتَ وإنّما

فَضلُ الثَّناءِ عليهِ من إفضالِه

لا حمدَ لي إن راحَ دُرُّ مدائحي

عِقداً وقد فصَّلتُه بخِلالِه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة