الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » سعد حبيت به وجد مقبل

عدد الابيات : 27

طباعة

سَعدٌ حُبِيتَ بهِ وجَدٌّ مُقبِلُ

وسعادةٌ تَصفو عليك وتكمُلُ

ومسرَّةٌ قُرِنت بشملٍ جامعٍ

فَسَمَت جَنوبُ رياحِه والشَّمأَلُ

ظَفَرَت يداك أبا المظفر بالتي

كانَ الزمانُ بها يَضَنُّ ويَبخَلُ

جَاءَتك وهيَ عَقيلةُ الصَّدَفِ التي

أضحَى لها من لُجّ بَحرٍ مَعقَلُ

زُفَّ العَفافُ إلى العَفافِ ولم يكُن

شرفُ الفَضِيلةِ فائتاً من يَفضُلُ

كَرمٌ تَشَعَّبَ سَيلُه ثم التقَى

إذ لم يكن عن مُلتقاها مَعدِلُ

وبناتُ عمِّ المرءِ خيرُ نسائِه

إنَّ الكريمَ إلى الكريمةِ أَمْيَلُ

فالمجدُ عَندَهما ضَحوكٌ مُسفِرٌ

والنسلُ بينَهما مُعِمٌّ مُخوِلُ

فرعانِ ضَمَّهما الظَّلالُ المُرتضَى

في العِزِّ والشَرفُ الرفيعُ الأطولُ

يا غُرَّةَ الأُمَراءِ إنَّ زَمانَنا

ما عِشتَ في الدُّنيا أَغَرُّ مُحجَّلُ

أنتَ الحَيا الجَوْدُ الذي آفاقُه

تَنهلُّ بالمعروفِ أو تَتَهَلَّلُ

عَلِمَت ربيعةُ أنَّك العَلَمُ الذي

يَهدي إلى سُنَنِ النَّدى من يَجْهَلُ

الكوكبُ الفَرْدُ الذي يُسرَى به

والليلُ مُعتكِرُ الجوانبِ أَليَلُ

والمُبتَني الشرفَ الذي لا يَنثني

الحاملُ العِبءَ الذي لا يُحمَلُ

إن حلَّ فهو من الجلالةِ مَحفِلٌ

أو سار فهو من الشَّهامةِ جَحفَلُ

يُلحَى على البُخلِ الرجالُ وإنّما

يُلحَى على كَرمِ الفِعالِ ويُعذَلُ

والجورَ يَكرهُ غيرَ أنَّ يمينَه

أبداً تجورُ على اللُّهى فتُقَبَّلُ

لمَّا ذكَرتُ الحادثاتِ بذِكره

جاءت إليَّ صُروفُها تَتنصَّلُ

هُنِّئتَ ما أُعطيتَه من نِعمةٍ

غَرَّاءَ تَحسُنُ في العُقولِ وتَجمُلُ

فكأننَّي بك بين نسلٍ طاهرٍ

تَردي أمامَك في الحديدِ وتَرفُلُ

كالبدرِ حفَّته كواكبُ أُفقِه

واللَّيثِ تَخْطِرُ في حِماه الأشبُلُ

ما جَمَّلَتكَ مدائحي لكنَّها

أضحَت بذِكركَ في الورَى تَتجمَّلُ

عادَت بمدحِك مَعلَماً ولقد تُرى

من قبلِه وكأنَّما هي مَجهَلُ

أنتَ الحُسامُ فِرندُهُ في مَتنِه

مُتردَّدٌ ويدُ المدائح صَيقَلُ

فاسلَم لكلِّ فضيلةٍ تَعلو بها

ما ليس يعلوه السِّماكُ الأَعزَلُ

متجنِّباً خَطَلَ الكلامِ كأنَّما

بُعِثَ البعِيثُ له وعاشَ الأخطَلُ

فكأنَّه سيفٌ بِكَفِّك مُنتضىً

وكأنَّه عِقدٌ عليك مُفَصَّلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة