الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » يروع هجرها قلبا مروعا

عدد الابيات : 38

طباعة

يُرَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا

صَديعُ الشَّيْبِ يملوُّه صُدُوعا

أَرَتْها الأَبعونَ هَشيمَ رَوْضٍ

وقبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا

هَزيعُ شَبيبَةٍ طَلَعَتْ عليه

كواكِبُه فرصَّعَتِ الهَزيعا

ألا فاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني

فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا

كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى

وكُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا

يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني

وضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا

لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً

إذا اتَّشَحَتْهُ غانيةٌ ضَجيعا

أَأَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً

سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا

فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً

ولستُ مُقارِعاً إلا قَريعا

أنامُ على قوارصِكُم وعندي

قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا

أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً

وأجعلُها على قَوْمٍ دُروعا

إذا سارَتْ مُشنِّعَةً عليكم

فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا

أَزَفَّاَن المُخرَّمِ إنَّ شِعْري

بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا

تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً

ومِلْتَ عليَّ تَنفُرُني وُلوعا

إذا الشَّيخُ الخَليعُ هفَا اغترارً

تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا

سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً

إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا

ويَفضَحُ نابَه سَجَحاتُ نابي

إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتىً أُذيعا

لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي

ثيابَ الكِبْرِ واكتسَتِ الخُشوعا

تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ

وعَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا

فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بها ولاقَت

صُنوجُكَ بعدَها خَطْباً فَظيعا

وكيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ

إذا نَسَكَ المُخَّنثُ ماتَ جُوعا

وكنتَ إذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو

بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا

أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى

مَغاني الجاشريَّةِ والرُّبُوعا

فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي

عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا

هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ

بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا

وَعِفْتَ العارَ إلا عَيْرَ أُنْسٍ

تَخُرُّ له إذا أَدلى صَريعا

يَزورَكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه

فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا

أَفارسُ هل تَكونُ غداً شَفيعي

إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا

دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاوٍ

فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا

أَأَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ

وقد شحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا

وأُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه

وقد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا

أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي

بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا

نصَحْتُ لكم فلا تَرِدوا المَنايا

ولا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا

إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي

فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا

ألا مُتَجَرِّدٌ للهِ نَدْبٌ

يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا

فَيَخْضِبُ من دمائِكُمُ العوالي

ويَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا

أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني

وتلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا

فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً

ولستُ لما احتفَظْنَ به مُضِيعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة