الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » عفاء على اللذات من بعد فارس

عدد الابيات : 23

طباعة

عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ

فقد عُطَّلَتْ منه حِسانُ المَجالِسِ

جَلا حُرَّ وَجْهٍ قد أضاءَ بثوبِه

كأنَّ سنَاها فيه شُعَلةُ قَابسِ

تُكَسَّرُ أصنافُ المَعازِفِ بَعدَها

كما عُقِرَ الأفراسُ بعدَ الفوارِسِ

مضى حسَبُ الزَّفْنِ التَّليدِ وأصبحَتْ

رسومُ المّلاهي كالرسومِ الدَّوارسِ

نعيمٌ رَمَتْه الحادثاتُ بفادِحٍ

فزالَ وسَعْدٌ أردَفَتْهُ بناحِسِ

ومُختَلَسٌ من حَومَةِ اللَّهوِ لم تَنَلْ

مَقاتِلَه أيدي الحِمامِ المُخالسِ

تَسلَّبَ رَوْضُ الياسرِيَّةِ بعدَه

وكانَ جديدَ الحَلْيِ غَضَّ المَلابسِ

وجَنَّتْ ثِمارُ الرَّنْدِ وَرْداً وطالما

تَصدَّعْنَ رَيَّاً في رِطابٍ مَوائِسِ

يُرَدِّدُ في غَرْسِ البَطالَةِ بعدَه

عيوناً تَراه مُقشَعِرَّ المَغارسِ

فما للتُّقى عارٍ به مَشهَدُ الصِّبا

وكادَ المُنى كَيدَ العدوِّ المُنافسِ

وما بالُ أعناقِ الكؤوسِ عَواطِلاً

وكانَتْ به في مثلِ حَلْيِ العَرائسِ

وما بالُ حاناتِ العِراقِ تنكَّرَتْ

فأصبحَ منها مُوحِشاً كلُّ آنسِ

أرى وَرْدَها ما بين مُودٍ وذابلٍ

وريحانَها ما بين ذاوٍ ويابِسِ

فَدَتْكَ نَفيساتُ النُّفوسِ مِنَ الرَّدَى

ومثلُكَ يُفْدى بالنُّفوسِ النَّفائِسِ

نَسَكْتَ فلا ليلُ الغَبوقِ بمُقْمرٍ

علينا ولا يَومُ الصَّبوحِ بِشامسِ

كأنَّك لم تَحْدُ الكُؤوسَ وقد حَدَتْ

طليعَةُ ضَوْءِ الصّبحِ غيرَ الحَنادِسِ

ولم تؤنِسِ الشَّربَ الكِرامَ بمُخطفٍ

من الزَّنجِ حَنَّانِ الغُدُوِّ مُؤانِسِ

وقد فَتَقَ الإصباحُ رتقَ جفونِهِم

وقارعَ طيبَ الغُمْضِ قَرْعُ النَّواقسِ

هوىً دَرَسَتْ أعلامُه فكأنما

تَرامَتْ به أيدي الرِّياحِ الرَّوامِسِ

ورَبْعٌ شَكا من فُرقَةِ اللَّهوِ ما شَكَتْ

رُبوعُ التَّصابي من فِراقِ الأوانِسِ

فليسَ هَزارُ الشَّدْوِ فيه بناطقٍ

وليسَ قَضيبُ الرَّقصِ فيهِ بمائِسِ

أَ أَرغَبُ في اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ

وقد رُمِيَتْ من نُسكِهِ بالدَّهارسِ

فتبّاً لها إذ تابَ من نَقْرِ دُفِّهِ

ولا سُقِيَت صَوبَ الغُيوثِ الرَّواجِسِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة