الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » ما سره أن ذاع من أسراره

عدد الابيات : 37

طباعة

ما سَرَّهُ أن ذاعَ من أسرارِه

ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه

تأبى العبارةُ عن هواه فينبري

جفنٌ يعبِّرُ عنه في إستعبارِه

أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به

حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه

أنَّى يكونُ القصْدُ شيمةَ وَجْدِه

يومَ النَّوى والجَورُ شيمةُ جارِه

هل يُنْجِدَنَّ فريقُ نجدٍ بعدَما

غارَتْ نجومُ الحُسنِ في أغوارِه

نُهدي التحيَّةَ منهمُ لمحجَّبٍ

عَبَراتُنا أبداً تَحيَّةُ دارِه

وضعيفِ عَقدِ الخَصرِ رابٍ ردفُهُ

ظَلَمَ الجمالَ نِطاقُه لإِزارِه

ومُوَدِّعٍ ظَفِرَتْ يَداه بمهجتي

فمضَى ونَضْحُ دمي على أظفارِه

أقصرْتُ عن ذِكْرِ السُّلُوِّ وقصَّرَت

هِمَمُ العذولِ فَزَادَ في إقصارِه

وغَنِيتُ بالساقي الأَغَنِّ لأنه

وِزْرٌ يَزيدُ الصبَّ من أَوزارِه

ظَفِرَتْ يَداهُ بمُهجَةِ الدَّنِّ الذي

غَبَرَتْ وديعةُ صدرِه وصِدارِه

فصباحُها من ليلِه ونسيمُها

من تُرِبه وعقيقُها من قارِه

قلْ للعذولِ إليكَ عن ذي عُدَّةٍ

ما ثارَ إلا نالَ أبعدَ ثارِه

صِلُّ القَريضِ إذَا ارْتَوَتْ أَنْيَابُه

من سُمِّه قَطَرَتْ على أشفارِه

لو أنَّه جارى عتيقَي طَئِّ

في الحلْبَتَيْنِ تَبرقَعا بغُبارِه

ما زالَ يُنجِدُهُ ابنُ فِهدٍ ناصراً

حتى أعادَ الدَّهرَ من أنصارِه

جاورْتُ منه غَزيرَ جَمَّاتِ النَّدى

والبحرُ يُغْني جارَه بِجوارِه

وأغرَّ ما طَلَعَتْ أسِرَّةُ وَجْهِه

إلا استسرَّ البدرُ قبلَ سَرارِه

مثلَ الشِّهابِ محرِّقاً أو كاسفاً

ظُلَمَ الخُطوبِ بنُورِه أو نارِه

أو كالحُسامِ إذا مضَى في مَشهَدٍ

شَهِدَتْ مَضارِبُه بعُتْقِ نِجارِه

أو كالرَّبيعِ الطَّلْقِ واجهَ قَطْرُه

وجهَ الثَّرى فاخضرَّ من أقطارِه

خُلْقٌ سهولُ المَكرُماتِ سهولُه

وتوعُّرُ الأيَّامِ من أوعارِه

إن لاحَ فهو الصُّبحُ في أثوابِه

أو فاحَ فهوَ الرَّوضُ في نُوَّارِه

نَزَلَتْ على حُكْمِ القَنا أعداؤُهُ

لمَّا أشارَ إليهمِ بِشَرارِه

وارتدَّ مَنْ جَاراه مُضمِرَ حسرةٍ

لمَّا جرَى للمَجدِ في مِضْمارِه

عَزْمٌ يَذُبُّ عن العُلا بذُبابِهِ

أبداً ويَحمي عِزَّها بغِرارِه

ومكارمٌ تُعْلي ذُرى أطوادِه

في الأزدِ أو تُذْكي سَنا أقمارِه

يا خِيرةَ المجدِ الذي وَرِثَ العُلى

من فَهْدٍ الأدنى ومن مُختارِه

بَكَرَ الثَّناءُ عليك فاخلَعْ عُونَه

والبَسْ جديدَ الحَلْيِ من أبكارِه

واسلَمْ فقد سَلِمَتْ خِلالُكَ كلُّها

من عُرِّ أخلاقِ اللئيمِ وعارِه

وتَحلَّها من عائذٍ بك واثقٍ

دهراً سهامُ الظُّلمِ في أوتارِه

ألبَسْتَه بُرْدَ الغِنى وسَلَلْتَه

من عُدْمِه فانسلَّ من أطمارِه

قد كان هِيضَ جَناحُه فجَبَرْتَه

بنَداكَ حتّى طارَ في أَوطارِه

فجفَى المَواطِنَ والأحِبَّةَ ناسياً

مَنْ لا يُفيقُ الدَّهْرَ من تَذْكارِه

لولا ربيعُ نَوالِكَ الغَمرِ النَّدى

ما كانَ يَذهَلُ عن ربيعِ ديارِه

نشرَ الثناءَ فكانَ من إعلانِه

وطوَى الودادَ فكان من أَسرارِه

كالنَّخلِ يُبْدي الطَّلْعَ من أثمارِه

حيناً ويُخفي الغَضَّ من جُمَّارِه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة