الديوان » العصر المملوكي » البرعي » تطاول ليلي بعد ليلى بثهمد

عدد الابيات : 55

طباعة

تطاول لَيلي بعد لَيلى بثهمد

واحرق طول الهجر قَلبي وا كبدي

وَلما اِنتَهى صَبري وَعز تجلدي

سرى طيف لَيلى واطمأن بمرقدي

لتجديد عَهدٍ لَم يَكُن بِمُجَدَدِ

فَما بك يا طيف الخيال لك الهنا

واسرك وَهنا من هناك إِلى هنا

يذكرني عهدا تقادم بيننا

فبت بليل طيب مثمر الجنى

وَأَصبَحَت في يَوم نَغيص منكد

لَقَد فرق الهجران شملا تجمعا

وَهيج اشجان النفوس واوجعا

وَفتت اكباد القلوب وَقطعا

رعى اللَه أَيامالوصال وَلا رعى

زَماناً عَلى الأَحباب بِالهَجر مُعتدى

أَما وَالهَوى العذرى ان بعدوا فَما

تغيرت عَن حفظ الواداد وانما

بليت بمن انجدت فيه واتهما

يَقولون لي سلوا وَصَبرا عن الحمى

وَما كانَ صَبري عَن أَولاك بِمسعدي

لعمري ضاقت بي الجهات واظلمت

وَلَم أَدرِ عَن ذات اللمى اين يممت

واني اذا ورق الحمام ترنمت

ذكرت خياه بالاباطح قسمت

فُؤادي عَلى أَهل الطراف المُمَدَدِ

تَرى تجمع الايام بعد شتاتها

مطافل غزلان الحمى وَحماتها

وَتضرب خدر الحسن في عرصاتها

وَفي الخدر بنت العشر في لحظاتها

مَلامح تَرمي الصَب في كُل معمد

بِنَفسي فَتاة اغلق البين رهنا

يذكرني غصن الشَبيبة غصنها

وَلَم ادر ما اثنىعليها لانها

كلؤلؤة الغوّاص يجمع حسنها

زرود النَقى تَحتَ القَنا المُتَأوّد

خَليلي دَع نَفسي تَموت بحزنها

وَردد احاديث الفَريق وَثنها

وان خطرت في الشعب لَيلى فغنها

لَقَد فضلت كل الحسان بحسنها

كَما فَضل السادات يحيى بِن أَحمَدِ

كَريم السَجايا ما جد طيب الثَنا

اذا سئل الاحسان جاد فأحسنا

وان لم تجد مزن الغَمامة ارضنا

يَيَحيى غمام الخير يمطر بالغنى

وَبِالنعمة الخَضرا عَلى كُل مجتدى

حسا الراح من خمر المكارم واِنتَشى

وَشيد بيتا للعَوارِف مذ نشا

يصرفه فعل المروأة حيث شا

وَمن مثل يحيى وَهو افضل من مشى

عَلى الأَرض قَطعا مِن مغير وَمُمَجَدِ

فَتى عمت الدنيا عواطف عطفه

وامطر من فيها غَمائم لطفه

وَعطر افق الارض من عرف عرفه

وان عماد الدين في بطن كفه

فَوائد بَحر بِالمَكارم مزبَدِ

فَلِلَّه من دين السَماحَة دين

يَجود اذا ما القطر ضن ضَنينه

وَيَلقاك ملء العين طلقا جبينه

تدر بارزاق العفاة يمينه

يَفيض الأَيادي البيض وَالكَرم النَدي

فَيا ظامىء الآمال ليلك وَالسرى

وَزر بحر جود مخصب السوح مخضرا

أتظما وَذا يحيى بن أَحمد في الذرى

شَريف منيف طال مجدا وَمفخرا

بِأَحمَد وَالسَبطين مِن خَير مُحَمَدِ

يسرك ان اوما لي لخط كاتِبا

وان قرأ القرآن ابداعجائبا

يغادر أَكباد القلوب ذوائبا

وَيصدع بالنبر يزان قام خاطِبا

وَيُنسيك تَطريب الحَمامِ المُغَرِدِ

فَتى جده البدر الامين المطهر

وأَعلى مَعاليه البتول وَحيدر

وَما هو الا بالمحامد يذكر

أديب أَريب فيصل متبحر

فَصيحٌ صَبيح زَندَهُ غَير مُصلَدِ

قطعت حبال الفقر حين وصلته

وأَدركت منه كل شيء أملته

فَلِلَّه من يعلو عَلى الشعر نعته

يلذ مَديحي فيه مَهما مدحته

وَيَسكَر مِن غَير السَلافَةِ مُفتَدي

جمعت مَعاني المدح تاح لاجله

وَنظمته عقدا يَليق بمثله

وأنزلته في داره وَمحله

وَما من يقول الشعر في غير أَهله

كَمادِح قَوم شُرِفوا بِمُحَمَدِ

أَمَولايَ صنى عَن زَمان تبدلا

وَضعضعني حمل الذنوب وأثقلا

وَلَم أَلق غوثا أَستَغيث به بَلى

وَصلتك يا فرد المَكارم وَالعلى

لَعَلَ يَداً بَيضاءَ تَمُدُ بِها يَدي

جعلت القَوافي نحو جودك منهجا

لعلي أَلقى من أَذى الدهر مخرجا

وَلي فيك يا بدر الدجى أحسن الرجا

فأَنتَ ثمال الخير وَالخَير يرتَجى

لَدَيكَ وَوَجهُ الخَير وَجهُكَ سَيدي

مدحتك يا ذا الفضل وَالمفخر السني

بمن غيركم أَلجا اذا الضرّ مسني

وَهَل يطلب الاحسان من غير محسن

فرش حسن ظني بالعَوارِق واكنى

وَقَضَّ لَباناتِي وَوَدَّع وَزَوَّدِ

بحقك يا مَولى عليّ له الولا

أَجرني وَزدني رحمة وَتَفضيلا

حَنانيك يا من جوده ملأ المَلا

بقيت لاهل الارض قصدا وَموئلا

وَبابُكَ يا فَرد العُلى غَيرُ مُؤصَدِ

وَمدت بك النَعما غمائم جودها

مظللة في غورها وَنجودها

وَمدت لاهل الفضل شمس سعودها

وَلا زلت في الدنيا مناغ وَفودها

وَغَيمُ غِناها المُستَفيض بِعَسجَدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البرعي

avatar

البرعي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-burai@

93

قصيدة

4

الاقتباسات

120

متابعين

عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني. شاعر متصوف، من سكان (النيابتين) في اليمن. أفتى ودرس. له (ديوان شعر - ط) أكثره في المدائح النبوية. نسبته إلى برع (كعمر) جبل ...

المزيد عن البرعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة