الديوان » العصر المملوكي » الطغرائي » سقى دارها بالجزع صوب غمائم

عدد الابيات : 43

طباعة

سقى دارَها بالجِزْع صوبُ غمائمِ

تُطبِّقُ أعناقَ اللِّوى والمخارمِ

ولا زال خدُّ الوردِ فيهنَّ ناضراً

وثغرُ أقاحيهنَّ طلقَ المباسمِ

ربوعٌ تُمرُّ الريح فيها فتكتسي

بها أَرَجاً هوجُ الرياحِ الهواجمِ

تفتّقَ فيها المِسكُ حتى يدُلَّنِي

على صوبها مَرُّ الرياحِ النواسمِ

إِذا مرِضَتْ فيها الأصائِلُ عادَها

على شُعَبِ الأغصانِ نوحُ الحمائمِ

وقفنا جُنوحاً فوقَ أكوارِ عِيسنا

نسائلُ عنه بالدموعِ السَّواجمِ

تذكِّرُنا دهراً تقضَّى نعيمُه

وعيشاً تولَّى مثلَ أضغاثِ حالمِ

أفِي كلِّ يومٍ في عِداد صَبابةٍ

يُعاودني منها عدادَ الأراقمِ

وقلبٍ علوقٍ للصبابة غُنْمُهُ

وماليَ منهُ غيرُ حملِ المغارمِ

إِذا شاء أجرَى في التَّصابي إِلى المدَى

ولكنَّه لا ينثني بالشكائمِ

أقولُ لركبٍ ألحفتهم جناحها

دُجى ليلةٍ ظلماءَ وُحْف القوادمِ

تجودُ بهم كورُ المطايا وتهتدي

نشاوى بكأسِ الهمِّ ميلُ العمائمِ

وقد درعتْ ثوبَ الظلامِ نياقُهمْ

بكل فتىً يقظانَ عينِ العزائمِ

إِذا ادَّرَع الليلَ البهيمَ تفرَّجتْ

غياهبُهُ عن أبيضِ الوجهِ باسمِ

ويُسفرُ عن غِبِّ السُّرى وكأنَّهُ

بقيَّةُ نصلٍ من عِتاقِ الصوارمِ

ألا أيِّها الركبُ المُخِبّونَ عرِّجُوا

على مُثْقَلٍ بالوجدِ أغبرَ ساهمِ

مفارقِ ريحانِ الحياةِ ونازحٍ

عن الكأسِ والخِلِّ الوفيِّ الملائمِ

مطلِّق خفضِ العيش كُرهاً مراجعٌ

من العيشِ رنق الوِرد مرّ المطاعمِ

يبيتُ شريدَ النومِ مفترشَ الثَّرى

لمفترشٍ وشيَ العراقين نائمِ

إِذا خاضَ في تهويمةِ الفجرِ عينُه

نفَى نومَه وخزُ الندوبِ القدائمِ

ودمعٍ متى ما ردَّهُ الصبرُ ينعطف

جوىً داخلاً بين الحشَا والحيازمِ

وإِن لم تواسُوا بالمقام فساعدوا

بتعريجةٍ بين اللوى والأناعمِ

وقولا لإِخواني أرى عهدَ ودِّكُمْ

كعهدِ الغواني أو كظلِّ الغمائمِ

أفي الحقِّ أنْ أثنِي العظائمَ عنكمُ

وتثنون نحوي طارقاتِ العظائمِ

وأني أرامي الدهرَ عنكمْ مدافعاً

وترمونني بالباتراتِ الكَوالمِ

وبي عنكمُ ظُفْرُ الخطوبِ مقلَّمٌ

وأظفارُكم قد أُنشبتْ في محارمي

وأُشجي عِداكم بالحِفاظ عليكمُ

وأنتمْ شجىً بين اللّها والحلاقمِ

وأحميكمُ صونَ الذُّرى وأراكُمُ

تُريدونَ أن أُرمَى بذلِّ المناسمِ

وأرجو كما تُرجى الغمائمُ وَدَّكْمُ

وتأبَوْنَ إِلّا خُلفكم للشوائمِ

وأولي مداراةَ الشَموسِ جماحَكُمْ

وتولونني صَدَّ الجِيادِ العوادمِ

وإِنّي على ما كانَ منكم لواجدٌ

بحبِّكُمُ تاللّه وجدَ الروائمِ

وما كلما خانتْ يدي في مُلمّةٍ

تبرّحُ بي برَّأتُها عن معاصمي

سأمنحُكمْ لِيناً إِذا ما قصدتُمُ

جنابيَ بالأيدي الطِوال الغواشمِ

ولولاكُمُ ما طاوعَ الذّلَ مقودي

ولا لانَ نبعي للنيوبِ العواجمِ

ومن لم يُردْ عيشَ الوحيدِ فإنَّه

يلاقي مُعاديهِ لقاءَ المسالمِ

ومن رام أنْ يستبقيَ الودَّ من أخٍ

تعوَّدَ أن ينقادَ طوعَ الحزائمِ

ومن عافَ إِلّا الصفوَ من كلِّ مشربٍ

أراه يقاسي برحَ ظمآنَ حائمِ

أأطمعُ منكم بالوفاءِ وقبلكم

علمتُ بأنّ الغدرَ ضربةُ لازمِ

وأسألكمْ خِيماً سوى شِيَمِ الورى

كأني بأخلاقِ الوَرى غيرُ عالمِ

وأطلبُ منكم وافياً بذمامهِ

فأطلبُ شمساً في النجومِ العواتم

وأرجو صفاءَ الودِّ منكم وعندَكمْ

فأرجو مذاقَ الشهدِ عندَ العلاقمِ

سأغضي وفي الأحشاءِ جُرحٌ وأتَّقِي

بوصلِ حبالِ الودِّ قبلَ اللوائمِ

وأُسحبُكمْ ذيلَ التجاوزِ عنكمُ

لعلَّكمُ أن تَقْرعُوا سنَّ نادمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الطغرائي

avatar

الطغرائي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Tughrai@

375

قصيدة

4

الاقتباسات

160

متابعين

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب ...

المزيد عن الطغرائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة