الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا

عدد الابيات : 20

طباعة

ضاقَ السَّبيلُ على الباكي الحزينِ فلا

عاد الحبيبُ ولا قلبُ المُحِبِّ سَلا

يَهيجُ للحُزْنِ في أحشائهِ لَهَبٌ

وكُلَّما رامَ إخماداً لهُ اشتعَلا

كل الجِراحاتِ يَشفيها الدَّواءُ سِوَى

جُرحِ الفُؤَادِ فلا يُشفَى وكم قَتَلا

يموتُ مفقودُنا يوماً وفاقدُهُ

في كلِّ يومٍ يذوقُ الموتَ مُتَّصِلا

هذِهْ لنا علَّةٌ تُضني المُصابَ بِها

ورُبَّما وَلَّدَتْ مَعْها لهُ عِلَلا

بليَّةٌ ليسَ ينجو من غوائِلها

غيرُ الذي ماتَ عن دُنياهُ وارتَحَلا

يا هَل تُرَى أيُّ قلبٍ ما بهِ ألَمٌ

وأيُّ وجهٍ بماءِ الدَّمعِ ما اغتَسلا

وأيُّ ماءٍ بهِ يذكو اللهيبُ سِوَى

دمعُ الحزينِ الذي فوقَ الثَّرى هَطَلا

أستودِعُ اللهَ في طيِّ الضَّريح فتىً

كالغُصنِ مُعتدِلاً والبدرِ مُكتمِلا

كنَّا نُؤَمِّلُ أن نَجني لهُ ثَمَراً

فخيَّبَ الدَّهرُ منَّا ذلكَ الأمَلا

خان الزَّمانُ لهُ عهدَ الصِّبا وبغَى

عليه داعي المنَايا إذ أتَى عَجِلا

قد ألبسوهُ الثِّيابَ البيضَ فاصطَبَغت

بحمرةٍ من دمِ الدَّمعِ الذي انهملا

والنَّاسُ مِن حولِهِ تمشي وقد نَكستْ

رؤُوسَها وصُراخُ الباكياتِ عَلا

يا رحمةَ اللهِ حُلِّي فوقَ تربتهِ

كما حَلَلتِ على نعشٍ بهِ حُمِلا

وصافِحي ذلكَ الوجهَ الصَّبيحَ بها

وعانِقي ذلكَ القدَّ الذي اعتَدَلا

يا أيُّها القبرُ أكرِمْ مَن إليكَ سعَى

فإنهُ كان ممَّن يُكرِمُ النُّزُلا

واحرِصْ على غصنِ بانٍ فيكَ كانَ إذا

مَرَّت عليهِ نُسَيماتُ الصبَّا ذَبَلا

صبراً بني صيدَحٍ فالصَّبرُ أنفعُ ما

داوَى بهِ النَّاسَ جُرحَ القلبِ فاندَمَلا

هذا السبيلُ الذي لا بُدَّ منهُ لنا

يوماً فنحنُ إليهِ نَقطعُ السُّبُلا

العيشُ للنَّاسِ أيامٌ لها أجَلٌ

والموتُ دهرٌ لهم لا يعرفُ الأجَلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة