الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » يا أيها القبر فيك الناس قد رقدوا

عدد الابيات : 18

طباعة

يا أَيُّها القبرُ فيك النَّاسُ قد رَقَدوا

مُنذُ القديمِ ولكن لم يَقُمْ أَحدُ

فيا لهُ سَفَراً ما كانَ أَطوَلَهُ

ويالَها فُرقةً مِيعادُها الأَبَدُ

قَدِ استَوَى العبدُ والمَولَى على قَدَر

تحتَ الثَّرَى فتَساوَى الدُّرُّ والبَرَدُ

وليسَ يُعرَفُ مملوكٌ ولا مَلِكٌ

فلم تَكُنْ غَيرةٌ فيهمِ ولا حَسَدُ

النَّاسُ في الجِسمِ أَشباهٌ قَدِ اتَّفَقَتْ

والفَرقُ في النَّفسِ إذ لا يُفرَقُ الجَسَدُ

كُنا نرى ابنَ عُبَيدٍ بينَنا رَجُلاً

لكنْ يساوي رِجالاً ما لَهُمْ عَدَدُ

كانُ التُّقى والنَّقا والحِلمُ مُجتمِعاً

في شَخصِهِ واصطناعُ الخَيرِ والرَشَدِ

فلم يكُنْ طِيبُ خُلقٍ لا نراهُ بهِ

ولم يَكُن فيهِ عَيبٌ حينَ يُنتَقَدُ

قد كانَ غَوثَ اليَتامَى من مَكارِمِهِ

فلا يُهَمُّ لفَقْدِ الوالِدِ الوَلَدُ

وكانَ كَهْفَ العُفاةِ اللائذينَ بهِ

تُثنَى يدُ الدَّهرِ إذ تَمتَدُّ منهُ يَدُ

فُؤادُهُ كزُلالِ الماءَ حينَ صفَا

وغَيرةٌ فيهِ مثلَ النَّارِ تَتَّقِدُ

يبغي رضَى اللهِ مُهتمّاً بطاعتَهِ

وفي مَنافعِ خَلقِ اللهِ يَجتهدُ

هذا عَمُودٌ هَوَى من أوجِ رِفعِتِهِ

على البَسيطةِ فاهتزَّتْ لهُ العُمُدُ

قامَتْ لهُ ضجَّةٌ في مِصرَ فاندَفَعَتْ

بحيثُ لم يَخلُ من إرجافِها بَلَدُ

مَضَى إلى اللهِ مسروراً بغايتِهِ

وفي الدِّيارِ أَقامَ الحُزنُ والنَكَدُ

من بَعدِهِ أَدمُعُ الأَجفانِ قد كَثُرَتْ

وقَلَّ عِندَ القلوبِ الصبرُ والجَلَدُ

هذا الطريقُ الذي لا بُدَّ يَسلُكُهُ

جميعُ ما وَلَدَتْ أُنثَى وما تَلِدُ

إذا طَلَبنا لجُرحِ القلبِ فائدةً

تَشفي فغيرَ جَميلِ الصَبرِ لا نَجِدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة