الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » الناس لولا سجايا النفس أشباه

عدد الابيات : 17

طباعة

الناسُ لولا سجايا النفسِ أشباهُ

فإنّما كُلُّهُمْ تُرْبٌ وأمواهُ

والبعضُ يُفرَقُ عن بعضٍ بجَوهرهِ

كاللفظِ يُفرَقُ عن لفظٍ بمَعناهُ

هذا الذي دارَ بينَ النَّاس من قِدَمٍ

وهكذا قد أقامَ اللهُ دُنياهُ

لو كانتِ النَّاسُ خَلْقاً واحداً بَطَلتْ

مَصالحُ العيشِ واندَكَّتْ زَواياهُ

لولا السَّماحةُ ضاع الحُسنُ مُنكسِراً

فلم يكن لمليحٍ في الوَرَى جاهُ

للهِ في الخَلْقِ سِرٌّ ليسَ نُدرِكُهُ

وكيفَ يُدرِكُ عبدٌ سِرَّ مَوْلاهُ

لكلِّ أمرٍ رِجالٌ يَصْلُحُونَ لهُ

وكلُّ مَرْءٍ لهُ أمرٌ تَوَلَّاهُ

نالَ الرِئاسةَ مَولانا الرئيسُ ولو

رأى لها غيرَهُ المُعطِي لأعطاهُ

سيفٌ إذا ما فَرَى عُنقاً سِواهُ بهِ

فَرَتْ بهِ الصَخرَ عِندَ الضَّربِ يُمناهُ

يَقضِي الحوائجَ إفراداً وتَثْنيةً

ولا يُثَنِّي المُنادي حينَ ناداهُ

وتنقُضُ البُؤُس بعدَ العَقْدِ راحتُهُ

وتنظُرُ السِّرَّ قبلَ الجَهرْ عيناهُ

ما زالَ يجلو ظَلامَ الظُّلمِ مُجتهِداً

كالليلِ حينَ ضِياءُ الصُّبحِ يَلْقاهُ

وينصُرُ العدلَ حتماً وَهْوَ يَحْسَبُهُ

دَيناً لدُنياهُ أو دِيناً لأُخراهُ

يُمسِي الأمانُ ويُضِحي تحتَ رايتِهِ

كأنَّما في حِماها كانَ مَنْشاهُ

مرفوعةٌ بعَمُودٍ تحتَ أجنِحةٍ

منَ المَلائكِ رَفَّتْ فوقَ أعلاهُ

جِئنا نُهنِّيهِ بالفَوْز الجليلِ ومَنْ

أصابَ في الرَّأيِ هَنَّانا وهنَّاهُ

فلا يزالُ قريرَ العينِ مُبتهِجاً

يَرعَى العِبادَ وعينُ اللهِ تَرْعاهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

183

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، المعروف باليازجي (ولد في عام 1800م في بلدة كفر شيما بلبنان – وتوفي عام 1871م في بيروت) شاعر وأديب من كبار أعلام النهضة الأدبية ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة