الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » وقفت مدحي فلا يطمع به أحد

عدد الابيات : 27

طباعة

وقَفْتُ مَدحي فلا يَطْمَعْ بهِ أحَدٌ

على الذي مِثلَهُ في النَّاسِ لا أجِدُ

وليسَ مدحي لهُ حُبّاً وتَكْرِمةً

لكنّني غيرَ وِرْدِ الحَقِّ لا أرِدُ

عَيبٌ عليَّ إذا أنشدتُ قافيةً

في غيرهِ أو جَرَتْ لي باليَراعِ يَدُ

ومن تَيَمَّمَ حيث الماءُ مُندِفقٌ

فذاكَ قد ضاعَ منهُ الحَزمُ والرَّشَدُ

هذا الذي عِندَهُ للشِّعرِ من أدَبٍ

جاهٌ وعِندَ سواهُ حَظُّهُ الكَمَدُ

هل يَستوي من يَظُّنُ الشِّعرَ طَلْسَمةً

ومَن يروضُ معانيهِ وينتقِدُ

إذا كَتَبْنا لهُ في الطِّرْسِ قافيةً

كادَتْ تَطيرُ إليهِ وَهْيَ تَجتهدُ

وإنْ سَعينا على بُعدٍ لزورتهِ

خِلنا منَ القُربِ يَسعَى نحوَنا البَلَدُ

يَذِلُّ عِندَ أميرِ النَّاسِ أكبرُهُمْ

وعِندَهُ يُرفَعُ الأدنَى الذي يَفِدُ

تُنسي مكارِمُهُ الأضيافَ مَنزِلَهم

فلا يَشوقُهُمُ أهلٌ ولا وَلَدُ

مُبارَكُ الوَجهِ بادي اللُطفِ باهِرُهُ

تَكادُ تنحَلُّ من ذِكرِ اسمهِ العُقَدُ

إنْ حاضَرَ النَّاسَ قُلْنا إنَّهُ مَلَكٌ

أو باشَرَ الحربَ قُلْنا إنَّهُ أسَدُ

قد مارسَ الصَّبرَ في الأيَّام عن جَلَدٍ

حَتَّى تَعجَّبَ منهُ الصَّبرُ والجَلَدُ

فنالَ ما تَشتهيهِ النَّفسُ مُقتدراً

ولم تَنَلْ منهُ ما يُشفَى بهِ الكَبِدُ

قد جَدَّدتْ لبَني رَسْلانَ دَوْلتَهُم

يَدُ الأمينِ التي باللهِ تَعتَضِدُ

من كان من أمراءِ النَّاس مولِدُهُ

فإِنَّهم مِن مُلوكِ النَّاسِ قد وُلِدوا

آلُ المناذِرَةِ القومِ الذينَ غَدَت

منهم فرائِصُ أهلِ الأرضِ تَرتعِدُ

هذا هُوَ النَّسَبُ العالي الذي شَهِدَت

بهِ الرُّواةُ فصَحَّ النَّقلُ والسَّنَدُ

أكادُ أشكوكَ يا مَنْ قد حُسِدتُ بهِ

فقد تخوَّفتُ أنْ يُؤذينيَ الحَسَدُ

رَفَعتَ قدرِي بما أبدَيتَ من عَمَلٍ

بمثلِهِ ينبغي أنْ تُرفَعَ العُمَدُ

رأيتُ نَظرةَ حُبٍّ منكَ صادقةً

لو كانَ بي رَمَدٌ لم يَلبَثِ الرَّمَدُ

ونِعمةً طَوَّقَتْ عُنقي قَلائِدُها

بالأمسِ واليومُ موصولٌ بهِ وغَدُ

أستغفرُ اللهَ قد طالَ الزَّمانُ وما

وَفيتُ شُكراً عليهِ كُنتُ أعتَمِدُ

وازَنْتُ نِعمتَكَ العُظمَى بهِ عَدَداً

حتى استَطالتْ فضاعَ الوَزْنُ والعَدَدُ

لو لم تُغِثني بما يُعطي الفَتَى مَدَداً

على الثَّنا لم يكن لي في الثَّنا مَددُ

وربَّما ساعَدَ الممدوحُ مادحَهُ

إذ كان يصلُحُ للمدحِ الذي يرِدُ

والصِّدقُ أهونُ ما يجري اللِّسانُ بهِ

مِثلَ الصِّرَاطِ أمامَ العينِ يَطَّرِدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

145

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة