الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » قف بين ريحان العقيق وضاله

عدد الابيات : 22

طباعة

قِفْ بينَ رَيحانِ العَقيقِ وضالهِ

وقُلِ السَّلامُ على العَقيقِ وآلِهِ

وقُلِ السَّلامُ على المنازلِ من فَتىً

لم يبقَ غيرُ سلامِهِ وسؤَالهِ

رَبعٌ وَقَفتُ منادياً أطلالَهُ

فبَلِيتُ حتى صِرتُ من أطلالِهِ

قد كانَ لي صبرٌ كبعضِ سُهولهِ

واليومَ لي شَوقٌ كبعض جِبالهِ

لا تُنكِروُا سَلْبَ الحبيبِ حُشاشتي

ماذا على مُتَصرِّفٍ في مالِهِ

رَكِبَ النَّوَى فحُرِمتُ نَظرةَ وجهِهِ

ونَفَى الكَرَى فُحرِمتُ طيفَ خَيالِهِ

من كانَ يَهوَى الغانياتِ فإنَّني

أهوَى الذي لَيسَتْ تَمُرُّ ببالِهِ

الخائضَ الغَمَراتِ لم تَبلُلْ لهُ

قدَماً ولم تَقطعْ شِراكَ نعالهِ

سَبَّاقُ غاياتٍ ينالُ بفعلِهِ

ما لا يَنالُ سِواهُ في آمالهِ

البَرُّ بينَ لِسانِهِ وفُؤادِهِ

والبحرُ بينَ يمينهِ وشمالِهِ

مُتَأخِّرٌ في عصرِهِ مُتَقدِّمٌ

في فضلهِ مُتَفرِّدٌ في حالِهِ

ليسَ التفاوتُ في الزَمانِ وإنما

يقَعُ التَفاوتُ فيه بينَ رِجالِهِ

بيني وبينكَ بحرُ ماءٍ زاخرٌ

يا بحرَ عِلمٍ فاقَهُ بزُلالهِ

تبدو الجواهرُ منكَ بارزةً لنا

فوقَ الذي قد زُجَّ في أقفالهِ

عَجَباً لهُ لم يَحْلُ لَمَّا خُضتَهُ

إنَّ اللئيمَ مولَّعٌ بخِصالهِ

قد ضَمَّ منك الفُلكُ أفناناً كما

ضَمَّتْ سفينةُ نوحَ من أجيالِهِ

شِيَمُ الليالي أن تُباعِدَ صاحباً

حتى يكونَ زوالُها كزَوالهِ

هيَ كالهباءِ فماسكٌ بحبِالها

تحتَ الرَّجاءِ كماسكٍ بمثالِهِ

من كان يعرِفُ ما مَضَى من دهرِهِ

أغناهُ عن مُستقَبلٍ بمثالِهِ

يومٌ يمُرُّ كأمسِهِ بغُرورِهِ

وغَدٌ يمُرُّ كيومهِ بمِحالهِ

يا مَنْ يُودّعُ راحلاً لِفراقِهِ

أتُرى رَجَوتَ تحيَّةً لِوِصالِهِ

هذا اليسيرُ منَ الفِراقِ وإنما

ستَرَى فراقاً ليسَ من أشكالِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

145

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة