الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » قف بالديار وحي القوم عن كثب

عدد الابيات : 20

طباعة

قِفْ بالدِّيارِ وحَيِّ القومَ عن كَثَبِ

فكم لنا عِندَ ذاكَ الحَيِّ من أَرَبِ

دارٌ تَرَكتُ بها قَلبي على ثِقَةٍ

من حِفظهِ إِنَّهُ في ذِمَّةِ العَرَبِ

أودَعتُهُ مَن يَصُونُ الجارَ مؤْتَمَناً

ولا أَمانَ بكفَّيهِ على الذَهَبِ

الحافظُ العهدِ تأْبى الغَدرَ شِيمتُهُ

والصَّادِقُ القولِ معصوماً من الكَذِبِ

هوَ الصَّديقُ السَّليمُ القلبِ من وَضرٍ

وَهوَ الأَميرُ الكريمُ النفسِ النَّسبِ

ما خابَ راجِيهِ في ضيقٍ وفي سَعَةٍ

ومَنْ دعا خالدَ الوهَّابَ لم يَخِبِ

إنّي عَقَدتُ لهُ عَهداً أَقومُ بهِ

في القُربِ والبُعدِ بينَ الحَرْبِ والحَرَبِ

يَزُورُني منهُ طَيفٌ عِندَ هِجرَتهِ

فكانَ عنِّي على الحالينِ لم يَغِبِ

رُوحي إلى اليَمَنِ الميمونِ طائرةٌ

على جَناحٍ من الأَشواقِ مُضطَرِبِ

أَستخدِمُ الريحَ في حَملِ السَلامِ لهُ

منِّي فتَخطَفُهُ الأَنواءُ في السُحُبِ

يا حَبَّذا بُرَقُ الأَعراب من بُرَقٍ

وحبَّذا هضَبُ الأَعرابِ من هِضَبِ

وحبَّذا كلُّ رَبْعٍ في مَنَازِلِهِمْ

كأنَّما السُمْرُ فيهِ غابةُ القَصَبِ

وكلُّ مَرْعىً بهِ الأَنعامُ سائمةٌ

كأَنَّها كُثُبٌ قامتْ على كُثُبِ

وكلُّ دارٍ بها الضِرغامُ مُؤْتلِفٌ

بالظَبيِ بينَ عَرُوض البَيتِ والطُنُبِ

يأْتونَ من نَحْرِ ذي الدِرعِ المنيعِ دُجَى

ليلٍ إلى نحرِ ذاتِ السَرْجِ والقَتَبِ

لا تَنطفي نارُهم إلا على وَدكٍ

يجري فيَفصِلُ بينَ النارِ والحَطَبِ

بَلَغَتَ يا أَيُّها الوهَّابُ ما بَلَغُوا

وفُقْتَهُم بجَمالِ اللُطفِ والأَدبِ

وَرِثتَ خيرَ أَبٍ في المجدِ مُشتهِرٍ

ولو عَدَاكَ أَبٌ أَورَثْتَ خيرَ أَبِ

هذِهْ صَحيفةُ مُشتاقٍ يُذكِّرُكم

عَهداً لنا عندكم من سالفِ الحِقَبِ

إنْ فاتني الكاتبُ المحبوبُ مَنظَرُهُ

فإنَّني اليومَ أرضى منهُ بالكُتُبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

142

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة