الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » عاج المتيم بالأطلال في العلم

عدد الابيات : 114

طباعة

عاجَ المتيَّمُ بالأطلالِ في العَلَمِ

فأبرَعَ الدَمعُ في استهلالِهِ العَرِمِ

دَمعٌ جَرَى عن دَمٍ أو عَنْدَمٍ خَضِلٍ

يَسقي الرِّكابَ ولكنْ ليسَ بالشَبِمِ

حَيٌّ على حيِّ مَيٍّ مَيّتٌ لَحِقتْ

بذَيلِها نَفسُهُ لو تَمَّ رِيُّ ظَمِي

يَصبُو على الذِّكرِ سُكراً كيفَما ذُكرتْ

لهُ فقد أنَّ أنَّى اشتُقَّ لفظُ فمِ

ما لي أُلفِّقُ صُحْفَ العُذرِ في طَرَفٍ

من غَدْرِ مَن فيهِ مالي لا يَفي بدَمي

قد أطلقَ اللحظَ في لفظٍ يُحرِّفُهُ

فراحتِ الرُوحُ بينَ الكَلْمِ والكَلِمِ

وَقَى وَقَدْ وَقَدَ الأحشاءَ سِرَّ هَوىً

بها ليرفُو بِلَى الأطماعِ في الذِمَمِ

من دُرِّ دُرْدُرِ ثَغرٍ طابَ مَرشَفُهُ

كم سال سَلْسالُ دَمعٍ فيهِ مُرتكمِ

ثَبَتُّ في فِتنةٍ شَبَّتْ فَشِبْتُ ففي

شبيبتي شيبةٌ شَنَّتْ بني جُشَمِ

رَمَى هَوَى الغيد بي في البِيدِ رافلةً

عيِسُ النَّوَى في النَّواحي بي بلا خُطُمِ

آرامُ خَيفٍ كِرامٌ في أساوِدِها

بيضٌ صِحاحٌ تُخيفُ الأُسْدَ في الأكَمِ

قَضَتْ بخيبةِ جَفنٍ فَضَّ في شَجَنٍ

دَمعاً كدُرٍّ طُلاها اللامعِ العِصَمِ

لا عطَّلَ اللهُ دَمعاً سالَ وَهْوَ دَمٌ

عَكْساً ولا حالَ وَردٌ لاحَ كالعَلمِ

يحلو الضَّنى في الهَوَى عِندي مُغايَرةً

في العاشِقينَ لمن يشكو من السَقَمِ

هيهاتِ هيهاتِ ما أرجوهُ من رَشأٍ

وقد تَكرَّرَ منهُ اليأسُ في القِدَمِ

مَهْما أشارَ بهِ في اليومِ قُلتُ نَعَمْ

وليسَ لي عِندَهُ في الدَّهرِ مِنْ نَعَمِ

خَطَّ العِذارُ على مصقولِ عارضِهِ

حِسابَ أسْراهُ توليداً من الرَّقَمِ

أغَمضتُ شكوايَ من جَورٍ فَفسَّرها

بجَمعِنا منهُ بينَ الخَصْمِ والحَكَمِ

يا طالما مَثَّلتْ عينايَ صُورَتهُ

كمَنظَرٍ في غَديرِ الماءِ مُرتسِمِ

بَكَيتُ فافتَرَّ فانْجابتْ لنا دُرَرٌ

حتى تَطابَقَ منثورٌ بمُنتظمِ

هازَلتُهُ في اتِّساعِ الجِدِّ تَوْرِيةً

فقالَ سَلْ مَنْ أحلَّ الصَيدَ في الحَرَمِ

قلتُ اقْضِ قال اعتَزِلْ قُلتُ امضِ قال أقِلْ

فأبطَلَ القَبضُ ما وَجَّهتُ في السَّلَمِ

قابلتُهُ خاشِعَ الأبصار مُبتسمِاً

فصَدَّ عنّي دَلالاً غيرَ مُبتسِمِ

لَمَّا رأى مَدمَعي شِبهَ الشقيقِ جَرَى

راعَى النَظيرَ فغَطَّى الوَردَ بالعَنَمِ

خَيَّرتُهُ بينَ عيني والحَشا فَثَوَى

عيني ليَحجُبَها عن سائرِ النَسَمِ

طَيُّ الهَوَى نَشَرتْهُ عَبْرةٌ عَبَرَتْ

بزَفرةٍ فمَزَجْتُ الماءَ بالضَّرَمِ

أدمجتُ شكوايَ منهُ في العِتابِ وما

يُجدي العتابُ ولا الشَكوَى مَعَ الصممِ

أمسَى يُعنّفُني اللاحي فقُلتُ تُرَى

أما اكتفَيتَ بما راجعتَ قال لَمِ

فقُلتُ إنَّكَ فردٌ لا نظيرَ لهُ

إذْ رُمتُ إبهامَ سَمْنِ الوَصفِ بالوَرمِ

ماذا تُحاوِلُ يا شَعبانُ من رَجَبٍ

بمَعَنويِّ مَلامٍ منكَ مهُتضِم

أنتَ الصَبُورُ على ذَمِّ تُصادِفُهُ

في مَعرضِ المدحِ ذو حِلمٍ عن التُهَمِ

أبدَعتَ في اللَومِ لُؤماً لم يُلِمَّ بهِ

فَصلٌ من الحُكْمِ أو فَضلٌ من الحِكَمِ

لولا التَّهكُّمُ في نُصحي ائْتَمَرَتُ بهِ

إنَّ النَصيحةَ عِندي أحسَنُ الشيَمِ

أحكَمتَ في الخيرِ سِرّاً بارعاً حَسَناً

فاترُكْ مُؤَارَبَتي يا طاهِرَ الحُرَمِ

قدِ اشتَهرتَ بتَسْهيمِ الرُّقَى عَلَماً

فأنتَ أشهَرُ من نارٍ على عَلَمِ

يا راحِلينَ انظُرونا نَقتبِسْ طَرَفاً

من نُورِكم فهو يَهْدي العينَ في الظُلَمِ

جَرَّدتُ قلبَ شجيٍّ سارَ إثْرَكُمُ

مُستتبِعاً غُمضَ جَفنٍ باتَ لم يَنَمِ

أطمعتُ عيني برَصدِ الطَّيفِ مُنتظِراً

زيارةَ الزُورِ في ضغْثٍ من الحُلُمِ

حَصَرتُ مُلحقَ أجزاء الهَوَى فأنا

أهلُ الهَوَى بمِلاحِ الأرضِ كُلِّهمِ

بَكَيتُ حَوْلاً ولكنْ غيرَ مُعتذرٍ

وغيرَ مُستدرِكِ التلميحِ بالنَدَمِ

طرَّزتُ زَهْرَ الرُّبَى بالدَّمع مُنسجماً

في طيّ مُنسجِمٍ في طَيِّ مُنسجِمِ

في مَنزِلِ السِرِّ منِّي فِتنةٌ هَتَكتْ

سِترِي فأردَفتُ دَمعي غيرَ مُحتشِمِ

تيَّمتُ في القلبِ صَفْوَ الحُبِّ مُحترِساً

مَعَ التَّمكُّنِ من سَعيٍ إلى اللَمَمِ

حتى عَصانيَ صَبري بعدَ طاعتهِ

وطاعني بذلُ دَمعٍ كانَ في عِصَمِ

وعَرَّضَ الحُبُّ نفسي للبَلاءِ ولَمْ

أكُنْ بمُتلفِ نفسٍ غيرَ مُغترِمِ

سُهدٌ ووَجدٌ وتَعديدٌ أنوحُ بهِ

وزَفرةٌ كأجيجِ النَّارِ في الأجَمِ

وأدمُعٌ أربَعٌ ضَمَّنتُ مُزدَوِجاً

منها فَرائدَ ياقوتٍ فقُلتُ عِمِي

رَجَوتُ أن تَرجِعَ الأيَّامُ تَجمَعُنا

هيهاتِ لا نَتْجَ أرجُوهُ من العُقُمِ

ذَيَّلتُ بالنَّوحِ دَمعاً لا أُلامُ بهِ

ومَن بَكى لِفراقِ الإلفِ لم يُلَمِ

دَبَّجتُ صُفرةَ خَدِّي بالدُّمُوع جَرت

حُمراً وأسْوَدُ رأسي ابيضَّ عن أمَمِ

بالَغتُ مُلتزِماً ما ليسَ يَلزَمُني

حتى دُعيتُ إمامَ العِشق في الأُمَمِ

فلو أطعتُ انسِجامَ الدَمعِ حينَ جرى

لأغرقَ الرَكْبَ فوقَ الأينُقِ الرُسُمِ

ولو تَنفّستُ فوقَ البحرِ حينَ غَلا

غليلُ صَدري لخُضتُ البحرَ بالقَدَمِ

يا جيِرةَ العلَمِ المردود صاحبها

صَدراً لعَجْزٍ ينادي جِيرةَ العَلَمِ

سارُوا وما التَفتُوا نحوَ القتيلِ بهم

نَفسي فِداكُم كَرِهتُمْ مَيظَرَ الرِمَمِ

قالوا أصبْنا فلا تُوجِبْ مَلامَتَنا

نَعَمْ أصابُوا فُؤاداً بالسِّهامِ رُمي

يَكنِي عن السُهدِ طُولُ الليل بَعدَهم

مُستطرِداً من قَصيرِ الذيلِ كالهِمَمِ

قد أطعَمَتْهُ بما أرضاهُ عن كَثَبٍ

سُهولةُ الظَرْفِ فاقتادَتْهُ كالنَّعَمِ

مُرْضىً فَدَعْ أمَلاً لا يستحيلُ بهِ

بلْ يحتَسي الآلَ ماءً عُدَّ في ضَرَمِ

هُمُ الكِرامُ لهم بينَ الكِرامِ هَوىً

منَ الكرامِ وتَرديدٌ من الكَرَمِ

فطابَ تَرصِيعُ شِعري في الثَّنا لَهُمُ

وخابَ تشريعُ فِكري في المُنَى بهِمِ

أنَّى يُناقضهمْ من لا يُماثلُهُم

حتى يَرُدَّ لهم عاداً إلى إرَمِ

ما الزَّهرُ والزُهْرُ في أُفْقٍ وفي أُفُقٍ

أشهى وأشهَرُ من تَفريعِ ذِكرِهمِ

فَوِّفْ وصُغْ جملاً وأنشدْ وطِبْ زَجَلاً

وانزِلْ على حَرَمٍ من أشطُرِ الخِيَمِ

لي بَينَها قَمَرٌ في طَرْفِهِ حَوَرٌ

في ثَغرِهِ دُرَرٌ والسِمْطُ من سَقَمي

سَاوَى على لَوحِ ياقوتٍ لعارِضهِ

سَطرَين من خَطّ رَيحانٍ بلا قَلَمِ

أبكِي فأودِعُ وَرْداً ضمِنَه خَجَلاً

إنّ الحَيا يُنبِتُ الأزْهارَ في الأكَمِ

شَبَّهتُ شَيئينِ من أعطافِهِ ودِما

دمعي بشيئينِ مَوجِ البحرِ والدِيَمِ

وقُلتُ هل كانَ لولا البحرُ من مَطَرٍ

فصَحَّ لو كانَ يُجدِي مَذهَبُ الكَلِمِ

بَشَّرتُ طَرْفي بمرْآهُ فبَشَّرني

مُشاكلاً بالعَذابِ الهُونِ والنِقَمِ

مَن كانَ يبخَلُ عنّي بالكلامِ فهل

أرجُو لهُ في اجتماعِ الشَّملِ من كَرَمِ

أهوَى العَذُولَ الذي أمسى يُعللّنُي

بذِكرِهِ فَهْوَ عندي خيرُ مغتَنِمِ

يُصوِّرُ الذِكرُ لي ميمُونَ طَلعتِهِ

وَهْماً فيُوضِحُ لي عن وَجهِهِ الوَسمِ

يَحْميهِ ماضي لِسانٍ طالَ مُنعطفاً

يَفوهُ باللغُزِ مَنسُوباً إلى البَكَمِ

لو مَرَّ من قَمَرٍ شهرٌ ولم أرَهُ

لم ألقَهُ بعدَها إلاّ بِطَرْفِ عَمِي

رُمتُ الأحاجي بخَدَّيهِ فقُلتُ لهُ

رادَفتَ رَحْلَ لَظىً يا ظَبْيَ ذي سَلَمِ

لا عيبَ فيهِ سِوَى عينٍ إذا مُدِحتْ

في مَعرِضِ الذَمِّ عُدَّتْ من سُيوفِهِمِ

ووَجنةٍ ذاتِ آثارٍ تُرشِّحُها

دَماً وقد خَدَشتْها رِقَّةُ النَّسَمِ

لمعْنَيَيْهِ ائتلافٌ وهْوَ قد فَتَنَ ال

أبصارَ بالحُسن والأسماعَ بالرَنَمِ

تَعطَّفتْ فوقَ ذاك الرِّدْفِ قامتُهُ

تَعَطُّفَ الغُصنِ لمَّا مالَ في القِمَمِ

يا بارعَ الحُسنِ لي فيكَ الشِّفاءُ وقد

طَلَبتَ قتلَ مريضٍ عن سِواكَ حُمِي

أراكَ تَفتَنُّ في قتلي بلا سَبَبٍ

بُشراكَ قد نِلتَ فخراً كان لم يُرَمِ

سَعَت إلى عَدَمي في مَصرَعٍ قَدَمي

ولم تَنَلْ هِمَمي جُزْءاً منَ الشَّمَمِ

ما زالَ عقدُ يميني وجهَ نادرةٍ

كادَت تُؤَثِّرُ فيهِ أحرُفُ القَسَمِ

تألَّفَ اللَفظُ بالمَعنى لِواصِفها

كما تألَّفَ بالأوزانِ في النَغَمِ

محظُورةُ الصيدِ من دُونِ الظِبا كَرَماً

لنُكتةٍ قيلَ فيها ظَبيةُ الحَرَمِ

إذا تَزَاوَجَ دَمعي فافتضَحتُ بهِ

خافَتْ رقيباً فصدَّتْ صَدَّ مُكتتِمِ

حيَّا ليالي بُدُورٍ في الخُدُورِ لَقد

أعارَنا الدَّهرُ إياها فلم تَدُمِ

لم تَلْقَ عيني لها عَيناً ولا أثراً

فلاحَ في الوَهمِ رأيُ الشِرْكِ من ألمِ

تَظَلُّ بيضُ الظُّبَى تَحْمي مَضاجِعَها

فلا مَجازَ إليها دُونَ سفكِ دَمِ

ألدَّهرُ أغرَبُ ما في الدَّهرِ من بِدَعٍ

يَبينُ فيهِ الصِّبَى في قَبضةِ الهَرَمِ

شيخٌ لهُ الليلُ حِبرٌ والضُّحَى وَرَقٌ

يُنشِي فُنونَ اختِراع اللَوحِ والقَلَمِ

أحبابَنا في حَياةٍ نحنُ مُوجَزَةٍ

فيها الغِنَى بالرِّضَى والذُخرُ في الرُّجَمِ

فلا يَدومُ علينا قَبضُ نائبةٍ

ولا يَدومُ لكم بَسطٌ من النِعَمِ

إنّي تَجاهَلتُ في دُنيايَ مَعرفةً

هل كانَ في أهلها مَسٌّ من اللَمَمِ

دارٌ قدِ استَخْدَمَتْ عن صَبْوةٍ غَلَبَتْ

من عهدها المَلِكَ المخدومَ كالخَدَمِ

عَنيفةٌ وَزّعتْ تَوشيعَ طاعتِها

عَدْلاً على المَعْشرينِ العُرْبِ والعَجَمِ

تَنْفي بإيجابها الغاراتِ هُدْنَتَها

فلا تَعُدُّ لَيالي الأشهُرِ الحُرُمِ

بِكْرٌ عَجُوزٌ وَلودٌ حُرَّةٌ أَمَةٌ

قامتْ بتَنسيقِ وَصفٍ غيرِ مُلتئمِ

يُريكَ عنوانَها في الناسِ مُطَّرِداً

كِسرَى بنُ ساسانَ ربُّ التَّاج والغَنَمِ

نَظَلُّ نُرسِلُها في لُؤمِها مَثَلاً

ولا نَزالُ بها لَحْماً على وَضَمِ

هِيَ الدَّنيَّةُ نَدعوها لذلكَ بالدْ

دُنيا اتِّفاقاً وما يُسمَّى بحيثُ سُمِي

دارُ الخَرابِ خَرابُ الدار شيمتُها

وعَكسُ آمال آل المالِ والنِعَمِ

قد أوغَلَ النَّاسُ في حُبِّ الغِنَى سفَهاً

وعاشِقُ المالِ عبدٌ خادمُ الصَنَمِ

لا يَصحَبُ المرءُ شيئاً من غِناهُ ولو

سَلَّمْتُ ذاك لكانَتْ صُحبَةُ العَدَمِ

تجانَفَ القومُ عن تهذيبِ أنفُسِهم

فلا يُراعُون للتأديب من حُرَمِ

ما غَيَّرَ اللهُ عنهم عَقدَ نِعمتهِ

إلاّ وقد غيّروا ما في نفوسِهمِ

كلٌّ يرُوحُ بلا زادٍ سِوَى عمَلٍ

حتَّى المُلوكُ فلا تَستثنِ من أرَمِ

أينَ الذين رَوَى الراوونَ من دُولٍ

وأينَ مَن أرَّخوهُ من ذَوي العِظَمِ

شيبٌ ومُردٌ وأجنادٌ وألْويةٌ

تَفنَى جميعاً كأنْ ما قام لم يَقُمِ

أجسامُهم للثَّرَى تُعطَى وأنفُسُهم

للهِ والمالُ للأعقابِ في القِسَمِ

لا بُدَّ للجمعِ من داعٍ يُفرِّقُهُ

لكن تفاوُتُهُ في الطُّرْقِ الهممِ

والأمس واليوم في الترتيب مثل غد

لهو ولعب يزج السم في الدسم

بئسَ الحياةُ التي طابت أوائلها

إن لم يكن طابَ منها حُسنُ مُختَتَمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة