الديوان » العصر العباسي » الوأواء الدمشقي » سلكان للدمع محلول ومعقود

عدد الابيات : 21

طباعة

سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ

عَلَى التي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ

ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها

إِلا وَأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ

عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنانَ دَمٍ

كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ

ما اسْتَعْبَرَ الغَيْثُ إِلا عِنْدَ عَبْرَتِهِ

فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ

مَنْ لي بِرَحْمَةِ قَلْبٍ ليسَ يَرْحَمُني

كأَنَّ نُقْصانَ وَجْدي فيهِ تَزْييدُ

تولد النار فيهِ ماء سَلْوَتِهِ

فَاعْجَبْ لنارٍ لها في الماءِ تَوْليدُ

كَمْ بِتُّ أَرْجُمُ أَعضائِي بِجَمْرِ غَضاً

وَالفَجْرُ في صَفَدِ الظَّلْماءِ مَصْفُودُ

نامَتْ عيونُ عُداتي إِذ زَفَرْتُ وَلي

من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ

لَولا عَلائقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بي

لَقُلْتُ إِنَّ اقتِرابي مِنْكِ تَبعيدُ

وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي

بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزانِ تَسْويدُ

فَلا صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَةٍ

ما جاهَدَتْ فيكِ أنْفاسي المَجاهيدُ

إِنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوىً

مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجودُ

لازالَ خدِّي تَريباً فوقَ تُرْبَتِها

ما دارَ في خَلَدِ الأَيَّامِ تَخْليدُ

جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعي فشجَّعَني

قلبٌ له في انْحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعِيدُ

متى يُبالي ثَرىً أَنْ لا يَرى مطراً

فَمُسْبَلُ الدَّمع مِنِّي وهو مَوْرُودُ

هَا قَدْ تَأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ

أَنْ لا يُعاوِدَني من بَعْدِها عِيدُ

ودَّعْتُها وَبِنَحْري مِنْ مَدَامِعِها

نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ

فبرَّدَتْ حرَّ أَنفاسي عَلى بَرَدٍ

كأنَّهُ مِنْ صَديدِ النَّفسِ مَصْدُودُ

وَاسْتُدْعِيَتْ فأَجابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ

في وَجْنَةِ الفَجرِ قبلَ الصُّبحِ تَوريدُ

وصُوِّرت في مِراةِ الأُفق صورتُها

فلي إليها برُسلِ اللحظِ تَرديدُ

جَاهَدْتُ بِالصَّبْرِ في إِثْرِ العَزاءِ فَمَا

رَجَعْتُ إِلا وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الوأواء الدمشقي

avatar

الوأواء الدمشقي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Alwawaa-Aldmshk@

333

قصيدة

1

الاقتباسات

200

متابعين

محمد بن أحمد الغساني الدمشقي، أبو الفرج، المعروف بالوأواء. شاعر مطبوع، حلو الألفاظ، في معانيه رقة. كان في مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق. له (ديوان شعر - ط).

المزيد عن الوأواء الدمشقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة