عدد الابيات : 72

طباعة

عيناكِ كونانِ فيهِما لا

تُحصى الدّروبُ أو الضّروبُ

فكلّما جُزتُ فيهِما درْ

باً فُتِّحتْ منهُ ليْ دُروبُ

وكلّما مِلتُ عنْ هوىً مِلْ

تِ ليْ بقلبٍ لهُ وجيبُ

أفي عيونٍ كهَذهِ لاْ

يُستيقنُ الحظُّ و النّصيبُ؟

ألا عدَلْتِ عن الملامِ؟

والرّوحُ عنْ ريبتيْ تُجيبُ

فلسْتُ إلّا طليقَ عُمْرٍ

بوَصْفهِ تُوصفُ الكُروبُ

وليسَ فيْ سِيرتيْ نهارٌ

يُشكُّ في أنّه عصيبُ

وقد يزاحُمني علىْ ما

وهبتِنِي فيهِما عَريْبُ

أما انتهَى موطِني إليهمْ

ثم ادَّعوْا أنّني الغريبُ

وقدْ سَكنْتُ السَّما اقتناعاً

بأنَّ تحْريرها قريبُ

فما امْتطَىْ خيلَهُ صدِيقٌ

وما انتَخىْ قبلَه قريبُ

إلا أخٌ ما ارعوَى فآذوْ

هُ وَهْوَ منْ أجلِها نكِيْبُ

بلْ فاوضُونيْ علَىْ بقائي

ميْتاً لِكيْ يأْمنَ الجلِيبُ

فكيْفَ ليْ أنْ أَحُطَّ رَحْلِيْ

في قلْبِ ما تَعشَقُ القلُوبُ

ولستُ ذا قوةٍ فيَخشىْ

ذو قوةٍ عِدُّها رهيبُ

وليسَ ليْ فيهِ ماضياتٌ

تَحْتجُّ ليْ إنْ حجَا الرّغوبُ

فينتهِي الحالُ بيْ كعبْدٍ

في كوكبٍ جلُّه رُبوبُ

في يدِ من ربَّني مصِيريْ

وهْوَ عليّ إذن رقيبُ

فمصلحٌ تارةً وأُخرىْ

وليتنيْ بعدَها أُصيبُ

طَلّابُ رزقٍ قسيمُ ملكٍ

إنْ أُبقيَ جاعَت الشّعوبُ

بنّاءُ بيتٍ علَيه يُمسي

عبئًا فيخلفُهُ الغريبُ

رسُولُ سلمٍ فتيلُ حربٍ

أهليَّةٍ حرُّها رهيبُ

شتاءُ خيرٍ ربيعُ موْتٍ

يأْتيْ فيُهْدَىْ لهُ الجنوبُ

كما الدّواءُ يصيرُ سُمّاً

بالوقتِ ليسَ لهُ طبيبُ

قضِيَّتِي سيْفُهمْ، فتمسي

مالاً تمنّ بهِ حلوبُ

قضِيَّتِي صوتُهمْ فتمسي

صمْتاً غفا خلفَهُ الهيوبُ

قضِيَّتِي صيتُهمْ، فتمسي

صُحْفاً يلوذُ بها الكذوبُ

يصونُ ما لي بها ذِنابٌ

كما تصونُ الذّرَى هَبوبُ

قضِيَّتِي خبزُهمْ، فتمسي

رحىً وهمْ للرّحىْ حُبوبُ

عيناكِ لمْ تشْهدا نِزاعاً

و لمْ تقمْ فيهِما حُروبُ

لمْ تسْمَعَا ضرْبَ مدفعٍ وا

حدٍ بهِ تُسحقُ الجُيوبُ

لمْ تعرِفا بعدُ كيفَ يُمسيْ

العدوُّ منْ صُحبةٍ تطِيبُ

أوْ كيفَ يُمسي الشّهيدُ إرها

بيّاً علَىْ قبرهِ رقيبُ

أو إخوةً إذْ تخاصموا فيْ

شَطْريْنِ شقّهُما الجلِيْبُ

فاغْترَّ كلٌّ بِما لدَيهِ

وظنُّهُ أنّهُ الصّويبُ

فذاكَ قولٌ وذاكَ ردٌّ

وليْسَ مِنْ بينِهم أريْبُ

وذاكَ ماءٌ وذاكَ زيتٌ

والزّيتُ في الماءِ لا يذوبُ

لكنَّما مائُهمْ حياةٌ

وزيتُهمْ لو وَعَوا طبيبُ

لمْ تعرِفا المُفسِديْنِ والتّوْ

بُ ليسَ منْ بعدهِ ذنوبُ

فإنْ نصبتُ لساعةٍ خيْ

مَتي تنَبَّهت الكُروبُ

فإنّها رُسْلُ باطلٍ عنْ

عُيونهِ الحقُّ لا يَغيبُ

يخافُ منْ غيبةٍ تؤوبُ

للحَقِّ جرّائِها النّيوبُ

وخوْفُ من ساءَنِي أكيدُ

وظنُّه فيّ لا يخيبُ

وإنّما عودَتيْ إلىْ عيْ

نيْها برغمِ البَلا وُجوبُ

ولسْتُ أرضىْ بدائلاً مهـْ

ما أبطأَ عوْدتِي الغُروبُ

عيناكِ لنْ تُمسياْ مَحجّاً

يؤُمُّهُ الليلُ والخُطوبُ

وكلّما مِلْتُ كنتِ أدنى

وعن كِليْنا الهوَى يُجيبُ:

تنوبُ عيْنان عنْ بلادٍ

وعنْ فلسطينَ لا تنوبُ

وأنْتَ يا مُوقِدَ الحنينِ

بالنّبْلِ أنْصالُها لهيبُ

في الرّوحِ حتّى تُفيضَ شوقاً

والدّمْعُ من عينِها سكُوبُ

فتفصحَ العينُ عن يقينٍ

يجلوْ بهِ كلُّ ما يريبُ

وقاصدُ السّهمِ لا يخيبُ

ودامعُ العيْنِ لا يَشوبُ

قدْ أفلتَ الشِّعرُ من يديكَ

وطبْعُهُ أنّه قَلُوبُ

فارتدَّ من جمرِهِ عليكَ

فحرَّ من صدرِكَ النّحيبُ

فليْسَ يُنجيكَ منْ عَذابا

تهِ دعاءٌ ولا هُرُوبُ

فصِفْ لنا باليقينِ ما أنْ

ستْكَ معالمَهُ الغيوبُ

منْ وجْهِها وافتح العُيونَ

بالشّعرِ وليُطلقِ النّسيبُ

أرىْ هلاليْنِ فوْقَ نُوريْ

نِ قامَ تحْتَهُما صليبُ

أرىْ ضياءً يطلُّ منهُ

الآنَ ابنُ مرْيمَ والحَبيبُ

أرىْ سلاماً على جبالٍ

في ظلِّهِ سهلُها الرّحيبُ

كأنّما يحرُسُ البوادي

من جائِعٍ قوتُهُ الحُروبُ

أرىْ صِباً عمرُهُ الزّمانُ

وليسَ يقْهرُهُ المشيبُ

وإنّما يقْهرُ المشيبُ

من سوَّدتْ عَيْشَهُ النّكوبُ

أرىْ عُشوشَ الطّيورِ فيْها

يبيتُ صَقرٌ وعنْدليبُ

كأنّ هذِي العينُ لم تقْ

رأْ قصّةً قالَها إيْسُوبُ

وربّما قرأتْ لتحْكِيْ

فعلَّهُ يعْقِلُ الحَبيبُ

بأنّها لا تُعدُّ فيمَنْ

بالذّنبِ خصّهمُ الحَسِيبُ

وسِرْبَ ضأْنٍ علَى الرُّبَى سَا

لَ مثلَما سُيِّلتْ ذُهوبُ

أرىْ جُدودِيْ فكيْفَ قالُوا

بأنَّ منْ ماتَ لا يؤوبُ

وشَجْرةً تحْتَها صبيٌّ

والجدُّ ووابلاً يَصُوبُ

أهَذهِ أنتِ يا فِلسطيْ

نُ؟ أمْ أرَى ما يرَى الشَّريبُ؟

أهكذا كنتِ يومَ كنتِ؟

ويْلاهُ ما يَفعلُ الغروبُ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسامه محمد زامل

avatar

أسامه محمد زامل حساب موثق

فلسطين

poet-osama-zamil@

89

قصيدة

1

الاقتباسات

472

متابعين

اسامة ,محمد صالح, زامل ، شاعر فلسطيني غزيّ من مواليد مدينة حمص في سورية، حيث ولد في العام 1974، انتقل مع أسرته للعيش في غزة في أواسط ثمانينيات القرن ...

المزيد عن أسامه محمد زامل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة