الديوان » العصر العباسي » عبد المحسن الصوري » إن كان أطلق دمعه المحبوسا

عدد الابيات : 28

طباعة

إن كانَ أطلقَ دمعَه المحبُوسا

فلِعلَّةٍ تُشفى وجُرحٍ يوسَى

لا كالَّذي عَبدَت جَوارحُهُ لكم

نيرانَ لَوعَتِه فصِرنَ مَجوسا

قام الوداعُ له بدَسكرَةِ الهَوى

وأدارَ أعينَكُم عَلَيه كُؤوسا

سكرانُ راحٍ راحَ يودعُ نفسَه

مِنها ولَم يَرَها تضيعُ نُفوسا

مازالَ يَجرعُ صَبرَها ويُنيلُها

من صَبرهِ حتَّى انثَنى مَنحوسا

ومنازلٍ خلفَ المَها فيها المَها

حتَّى ظننتُ تَرحُّلاً تَعريسا

ولربَّما خلفَت مهاةٌ لأختِها

لتردَّ مؤنسَ ربعها مَأنوسا

وغَريرةٍ صدَّت فيُبنيني بها

طيفُ الهجوعِ علَى الصدودِ عَروسا

حتَّى نحلت خَيالَها من عنده

عِلمُ الكتابِ وخِلتُها بَلقيسا

صِوَرٌ عرفتُ اللَّهَ فيها قادِراً

من نَفسِ مَعرفَتي بِها إِبليسا

وقف القلوب لَها عَلى حَسَراتِها

وَقفاً عَلى طولِ الزمانِ حَبيسا

إن عِشنَ كانَت في الحَياةِ مَساكناً

أو مُتنَ كانَت في المماتِ رموسا

يا للرِّجال لعُقلةٍ في مُقلةٍ

نَجلاءَ تتَّخذُ العجولَ جَليسا

ولغُصنِ بانٍ لستُ أدري من نقاً

أم من حشاً عاينتُه مَغروسا

ولصَوبِ غَيثٍ ما عَلِمتُ أجادَني

بكرُ السحابِ بوَبلِه أم عيسى

ذو مُقلةٍ تَستَصغِرُ الدنيا وما

فيها فليسَ يَرى النفيسَ نَفيسا

تَلقى الندى في غَيرِه عرَضاً كما

تلقاهُ فيه مُجَسَّداً مَحسوسا

وتراهُ يأتي منةً من مَنِّه

متحفِّظاً مُتحرِّزاً مَحروسا

وكذا المَعالي لا يَطولُ بِناؤها

إلا إذا كانَ الندى تأسيسا

لا تَحسَبِ الأقلامَ أقلاماً إذا

خَدمَت سواهُ ولا الطروس طُروسا

يا مَن يُعيد نَداهُ رأي مَذمَّتي

لِلعَيشِ بعدَ لقائِه مَعكوسا

كذِّب ظُنونَك في بني الدُّنيا فإن

عَلِقَت به فاربِط عَليها كيسا

أوليتَني نِعَماً إذا أظهَرتُها

للناسِ أظهرَ حاسِدوها بُوسا

مازالَ يَلحظُني الزمانُ بناظِرٍ

من صَرفِه فيرُدُّه مَطموسا

يأبى دخولُكَ تحت أعباءِ العُلى

لسواكَ أن يُدعى سِواكَ رَئيسا

قدَمٌ سعَت لكَ فوقَ أعناقِ العِدى

فغَدَت أناملها تُعدُّ رؤوسا

ومَناقبٌ أشرَقنَ ما بينَ الوَرى

ونُشِرنَ حتى خِلتهُنَّ شموسا

فارضَ التفَكُّرَ في عُلاك لحاسدٍ

فالفكرُ فيها يُفسِدُ الكَيموسا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الصوري

avatar

عبد المحسن الصوري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Abdul-Mohsen-Al-Suri@

623

قصيدة

76

متابعين

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، أبو محمد ويلقب بابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. له (ديوان شعر - خ) ...

المزيد عن عبد المحسن الصوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة